Wilhelm Schmid – الرئيس التنفيذي لشركة A. Lange & Söhne

1.    أنت هنا اليوم للكشف عن الإصدار الخامس من ساعة Zeitwerk التي تم تقديمها في العام 2010، Zeitwerk Honeygold “Lumen”. كنت قد ذكرت بوضوح أنّ هذا الإصدار فريد من نوعه من ثلاث نواحٍ. هل يمكنك شرح ذلك؟
أوّلًا، لقد استخدمنا تركيبة ألوان في الميناء لم نستخدمها من قبل والتي هي مزيج من كريستال السفير - تركيبة Lumen النموذجية – والذهب العسليّ في العلبة، وهي سابقة نادرة من نوعها. الناحية الثانية تتمثّل في الحركة الجديدة بالكامل، ما يعني أنّها ليست حركة مستخدمة من قبل أو حركة موجودة أصلًا ولكن بتركيبة ألوان جديدة في العلبة. أمّا الأمر الثالث والاستثنائي حقًّا بالنسبة لنا فهو طرح حركة جديدة في نسخة محدودة إذ عادة ما يُتوّقع دمج الحركة الجديدة في النموذج التقليدي ليتبعه بعد ذلك الإصدار المحدود؛ لكنّنا هذه المرّة قررنا مفاجأة الجميع بهذه الجوانب الثلاثة المختلفة.

2.    منذ إطلاقها في 2009-2010، قُدّمت عائلة ساعاتZeitwerk  من A. Lange & Söhne لأوّل مرة على أنها نهج كلاسيكي جديد للإخبار عن الوقت، لترتقي بعدها إلى نهج تناظري أكثر حداثة. علاوة على ذلك، مع إصدار Lumen الحالي، شهدنا على أسلوب رياضي أكثر حداثة. كيف تفسّر هذا؟
بصراحة، لا أظّن أنّ "رياضي" هي الكلمة. فمكرّر الدقائق ليس معاصرًا حقًّا، وبالتالي فهو ليس رياضيًّا. ودائمًا ما نردّد أنّنا في حال هدفنا إلى تطوير تصميم متميّز من دون تعديل التصميم الأصلي فهذا يترافق بتحديّات كبيرة؛ فمثلًا، لتجهيز ساعةA Lange 1  بالتقويم الدائم ينبغي إعادة تعريف وظيفة التقويم الدائم والتفكير بحلّ جديد تمامًا مثل عرض الوقت رقميًّا وميكانيكيًّا، أو جعله يقفز تلقائيًّا دون إبطائه. من الواضح أنّ إصدار Lumen الحالي يتمتّع بمظهر معاصر للغاية خاصة وأنّ العرض الرقمي عادة ما يرتبط بالساعات الرقمية وليس بالساعات الميكانيكية؛ وهنا يبرز التناقض... تناقضٌ يصبح مع الوقت تقليدًا. فعندما تم إطلاق Lange 1، لم يكن أمرًا مألوفًا فعلًا من حيث الموانئ المركزية والتاريخ الخارجي، لكنّنا ننظر إليها اليوم كقطعة كلاسيكية. ومع الإصدارات الأخرى، أي Striking Time، و Date، وMinute Reapeater وDecimal Strike، الأمر سيّان. من هذا المنطلق، قد تنظر إلى علبة Lumen أو كريستال السفير فتوحي لك بأنّها رياضية غير أنّها ليست كذلك. هي الساعة نفسها كما كانت من قبل ولكن بتصميم مختلف. 

3.    من خلال العيار L043.9  الجديد في ساعة Zeitwerk، تمكّنتم من تعزيز الساعة بعدد من الميزات مثل احتياطي الطاقة لمدة 72 ساعة - ضعف ما كان عليه من قبل - مما يقلل من استهلاك الطاقة ويسمح بتغيير مؤشر الساعة بشكل منفصل. ما هو الابتكار الرئيسي الذي تم تقديمه لهذا العيار لدعم هذه التحسينات؟
فلنبدأ من البداية، هناك سبب وجيه لأن نكون العلامة الوحيدة في السوق التي تقدّم هذه التعقيدات ويعود ذلك ببساطة إلى أنّ التركيز على عنصر القوّة في الحركة يمثل تحديًّا كبيرًا؛ كما أنّني متأكّد بأنّ هذه الخصائص تبرز عند مقارنة النابض العادي بالنابض الذي نستخدمه، والأمر مشابه لمقارنة سيارة مع شاحنة من حيث الحجم. عندما أطلقنا ساعة Zeitwerk في العام 2009 مع كل تلك الخصائص المختلفة، تعلّمنا الكثير من الأمور على طول الطريق. وكوننا نسعى لتلبية حاجات عملائنا، فكّرنا في أنّنا لو طرحنا ساعة Lange 1 دون تعديل فعليّ في التصميم ولكن مع حركة جديدة فعلينا تطبيق كل الأمور التي تعلمناها، مثل احتياطي الطاقة لمدة 36 ساعة ومكرّر الدقائق الذي لا يمكننا تغييره واليوم احتياطي الطاقة لمدة 72 ساعة والذي يسمح بوضع الساعة جانبًا يوم الجمعة مثلًا فتحافظ على طاقة كافية حتى الإثنين. كنت قد ارتديت ساعة Zeitwerk لبعض الوقت وأدركت أنّ تعديل الوقت يستغرق وقتًا أطول حتى لو قمت بذلك باليد. وهكذا، قمنا بتطبيق الأشياء التي اكتسبناها في الساعة التالية، في ما يتعلق باحتياطي الطاقة وتعديل الوقت والأمان، فضلًا عن أنّنا عمدنا حتى إلى تغيير الآلية الخاصة بالقرص والساعات. فكلّ ما اختبرناه سوف نستخدمه لتطوير الحركة.

4.    أصبحت عادة سنويّة لشركة A. Lange & Söhne أن تكشف عن مادة HONEYGOLD الفريدة. لماذا تم اختيار علبة Zeitwerk هذا العام؟
أردنا في هذه الساعة بالتحديد ابتكار شيء جديد لم نقم به من قبل. رغبنا في مظهر مختلف تمامًا عن ساعة Zeitwerk الأصلية وكان الأمر مقصودًا؛ لم نعمد إلى جعلها أكبر قليلاً أو التركيز على احتياطي الطاقة وغيرها من الأمور، بل أردنا أن تبقى كما هي لذلك لجأنا – عمدًا – إلى اختيار مادة Honeygold بخلاف البلاتين الذي استخدمناه في الأساس.

5.    شملت Lange1 العديد من التعقيدات في السنوات الماضية، الكرونوغراف والتوربيون ومؤخرًا التقويم الدائم في 150 إصدار محدود. هل كان تعقيد طور القمر متوقعًا دائمًا في Lange 1؟
إنّه مثال جيد على كلّ ما نختبره ونطبّقه في حركات الساعة، الواحدة تلو الأخرى؛ وفكرة استخدام طور القمر كمؤشر للّيل والنهار نشأت من ساعة Lange 1 Moonphase النموذجية التقليدية التي كانت أوّل ساعة تمّ تعزيزها بهذه الوظيفة المحددة. ثم أثناء تطويرنا لنموذج Lange 1 Perpetual Calendar، كان هناك دائمًا اتجاه واضح لكي يكون تصميم الميناء على قدر من النقاء، فضلًا عن كل الوظائف لضبط الساعة بشكل صحيح. وقد استخدمنا مؤشر ليل/نهار في هذا النموذج أيضًا. وهكذا، جمعنا ما اختبرناه في  Lange 1 Perpetual Calendar ثمّ في Lange 1 Moonphase التي تمّ تجهيزها بحركة جديدة. 

6.    هل تمحورت ساعة Lange1 الأيقونية دائمًا حول البساطة والكلاسيكية في ما يتعلّق بسهولة القراءة في الميناء؟ 
ليس تمامًا، فعندما ننظر إلى هذه الساعات، سواء كانت  Lange 1 Time Zone أو Lange 1 Tourbillon  أو حتى Lange 1 Tourbillon Perpetual Calendar نظنّ للوهلة الأولى أنّها تبدو مثل Lange 1. ثمّ عند التمعّن فيها، يمكن رؤية وتحديد الميناء المركزي كما عرض الوقت والتاريخ وأعتقد أنّ هذه هي الأولوية، أي سهولة قراءة الوقت والتاريخ. 

7.    قدّمتم ساعة Double Split في العام 2004 و Triple split في العام 2008.  هل يمكن أن نتوقّع Quarter Split قريبًا؟ 
لا أعتقد أننا سنفعل ذلك وهو أمر غير مرجح في الواقع. المستقبل فترة زمنية طويلة جدًا، ولا نعرف ما قد يصبح قيد التنفيذ، ولكي نكون صادقين، فإنّ Quarter Split تتطلّب جهدًا وعملًا هائلًا ومع نسخة Triple split من الذهب الوردي وميناء أزرق، لا أظنّ أنّنا بحاجة إلى نموذج جديد يتطلّب الكثير من التنفيذ. 

8.    هل نتوقع المزيد من الإصدارات خلال الربع الأخير من هذا العام؟ خاصة في ما يتعلقّ بساعةLange Odysseus؟
سوف نرى.

9.    إذا تكلّمنا عن الساعات النسائية والساعات الموحّدة للجنسين، فما هي استراتيجية العلامة التجارية في ما يتعلّق بهذا النهج؟  
في الواقع، لست مخوّلًا لأن أقول ما إذا كانت ساعات A. Lange & Söhne تتوجّه للرجال أو للنساء. أعتقد أنّها مخصصة لهواة الجمع، الذين يكونون عادة من الجنسين. كما أنّ هناك ساعات، مثلًا، غير مناسبة للمعصم الرفيع أو ذات حجم صغير جدًّا؛ وهناك أيضًا رجال نحفاء أو  أضخم حجمًا أو شباب أو كبار، وهنا يكمن السؤال. لذا نعمد إلى إنتاج ساعات بلغة تصميمية خاصة بكلّ مجموعة بما يتماشى مع A. Lange & Söhn ونرحّب بكل من يريد اقتناءها، سواء كانوا رجالًا أو نساء. 

10.    هل ما زالت A. Lange & Söhne تجمع الحركة/الساعة مرّتين على الرغم من التكنولوجيا التطبيقية والمتطوّرة؟  
ما الداعي لتغيير إجراءات ناجحة جدًّا مع العلم أنّ الروبوتات عادة ما تكون وسيلة أكثر أمانًا منّا نحن البشر. وصناعة مثل هذه الساعات تمثّل تحدّيًا للإنسان وهي أحد الأسباب التي تدفع الناس لشراء ساعاتنا. لن نسلك الطريق المختصر من أجل تغيير ذلك كما أنّ التجميع المزدوج يشكّل أداة مناسبة للغاية بقدر ما هي مثبتة لضمان الوظيفة الجمالية والتقنية التي يبحث عنها عملاؤنا.

11.    كيف تصفون أداء العلامة التجارية في الشرق الأوسط؟
في الواقع، لدينا بوتيك في المملكة العربية السعودية في الفيصلية في الرياض. وفي وقت ننتج فيه خمسة آلاف ونصف ساعة سنويًا، يستحيل تواجدنا في كل مكان خاصة في ظل وجوب عرض عدد معيّن من الساعات. نفضّل السعي أوّلًا وراء السمعة الجيّدة عوض عن الانتشار هنا وهناك. هذا بالإضافة إلى أنّه من الصعب أن نتواجد في كل دول الشرق الأوسط فضلًا عن أنّنا لا نريد ذلك أيضًا. نحن سعداء للغاية بالبصمة التي نحقّقها هنا في دبي، إلى جانب المملكة العربية السعودية، وأنا متأكد من أن هناك بعض البلدان المهمة الأخرى التي تنتظرنا ولكن نظرًا لأنّ عملية التصنيع محصورة بعدد معيّن، فعلينا النظر في تطوير عملية التوزيع من أجل ألّا نحبط الشركاء، أنفسنا والعملاء، في حال لم نتمكّن من الوفي بالوعود.

12.    كيف تنظرون إلى تطوّر التجارة الإلكترونية، وكيف تستغلّ A. Lange & Söhne هذا المجال؟ وما هي توجّهاتكم في موضوع الاستدامة؟
أظّن أنّنا بتنا على استعداد لدخول مجال التجارة الإلكترونية ولكن، بما أنّها غير مرغوبة من عملائنا، فلن نخطو تلك الخطوة. وأعتقد أنّ الأمور قد تغيّرت بشكل كبير بسبب وباء الكوفيد-١٩ بحيث لم يعد عملاؤنا قادرين على زيارة المتجر أو حضور الفعاليّات أو المعارض. بالنسبة إليّ، يتوقّف الأمر قبل كل شيء - في ما إذا دخلنا مجال التجارية الإلكترونية أو قدّمنا خدمات مركز الاتصال أو البيع عن بُعد - على طلب العملاء. هذا ونتوقّع، وبمجرد رفع القيود المفروضة، أن نشهد على تعطّش كبير للعودة إلى الأمور السابقة بحيث أرى المستقبل "هجينًا" أي أنّه سوف يجمع بين النظام الرقمي واللقاءات الشخصية على حد سواء.  
أمّا الاستدامة، من جهة أخرى، فهي بالنسبة لنا ذات أهميّة كبرى. ففي العام 2015، افتتحنا مصنعنا الجديد الذي شكّل استثمارًا هائلاً كوننا اعتمدنا فيه النظام الحراري. فالكهرباء نستخدمها فقط لتشغيل مراوح المياه، فيما نستخدم الطاقة الخضراء للاحتفاظ بالبرودة في الصيف والتحكم في الرطوبة، وهذا كلّه يتمّ بواسطة مصدر طاقة مستدام بحيث نستعين بحرارة الصيف (التي لا نحتاجها) لزيادة درجة الحرارة في الشتاء حين تبرز الحاجة إلى التدفئة، وهو أمر نموذجي. لدينا أيضًا مدرسة صناعة الساعات وفي ما يتعلّق بالاستدامة في مجال هذه الصناعة فلا يمكن توفّرها في ظل عدم توفّر الأشخاص بعد 20، 30 أو 40 عامًا. أيضاً، هناك المواد التي نستخدمها والفن المنسيّ كذلك الأمر مثل الحفر على المينا وبعض تقنيات التلميع والتشطيب التي نعيد إنعاشها جميعًا ونحتفظ بها للجيل القادم. تبرز الاستدامة أيضًا في المواد التي نستخدمها، لذا لا نلجأ إلى تقنيات صناعية متدنيّة الجودة نظرًا لعدم القدرة على تقدير استدامتها. الاستدامة مسألة تتخطّى مجرد استخدام العملة المشفرة في المعاملات، فبالنسبة إليّ أرى أنّ ما هو مهمّ ومجاز في الشركة يكمن في ديمومة المنتج. وهي الطريقة الأكثر صداقة للبيئة.