صرعة الخواتم والأساور المكدّسة.. عندما تتحوّل التنسيقات العشوائية إلى أناقة عصريّة متكاملة

المجوهرات المكدّسة أو ذات الطبقات المتعددة، أو المتراصة، سمِّها ما شئت، فجميعها في النهاية تُعبِّر عن الإتجاه الذي سيطر على عالم الموضة منذ بضع سنوات، ويعتمد على الدمج بين مختلف أنماط المجوهرات. ويظهر أسلوب الطبقات المتعدِّدة في أغلب الإصدارات الجديدة من تشكيلات المجوهرات وتشمل الخواتم والأساور والقلادات التي تم صنعها بمختلف الأحجام والأشكال ودمجها بمجموعة متنوعة من المعادن والأحجار والخرز والألوان. ولا يبدو أن هذه الصرعة ستتراجع في أي وقت قريب، والقاعدة الوحيدة عند التكديس هي ارتداء ما تريد. 

يعتبر تنسيق المجوهرات على هيئة طبقات متعددة طريقة رائعة وسهلة للغاية لخلق مظهر عصري وفريد وفقا لذوقك وأسلوبك الخاص. هذا بالإضافة إلى كونه بيانًا شخصيًّا يُعبِّر عن توجهاتك وميولك من خلال الطريقة التي ستنسِّق بها مجوهراتك مع بعضها البعض، خاصة وأن نمط المجوهرات المكدّسة يمنحك مزيدًا من الحرّية في الاختيار والجرأة في الدمج.

يعد اتجاه تكديس المجوهرات في الوقت الحاضر، مزيجًا بين المجوهرات الكلاسيكية التقليدية والموضة المعاصرة، حيث تختار بعض العرائس خاتمين إضافيين للبقاء على جانبي خاتم الزفاف التقليدي من أجل تحقيق التماثل العصري. وقد تبحث إحداهن عن سبب لإضافة قطعة جديدة إلى مجموعة المجوهرات اليومية الخاصة بها، وتجد في أحداث الحياة الرئيسية مثل إنجاب الأطفال وأعياد الميلاد، فرصة سانحة للحصول على قطع مميزة جديدة لإضافتها إلى تشكيلتها المفضّلة للتكديس على الرسغ والأصابع. 

يقوم المشاهير وعشاق المجوهرات والموضة بتكديس المجوهرات بمختلف أنواعها سواء في إطلالاتهم اليومية أو المناسبات الرسمية بطريقتهم الخاصّة التي سرعان ما يتم اتباعها من قبل الآخرين. ويُقال إن هذا الاتجاه العصري له جذور في العديد من الثقافات القديمة، كالحضارة الهندية والحضارة الفرعونية. ولم تقتصر على الأساور فقط بل كانت للقلادات والخواتم أيضًا جاذبية واسعة النطاق منذ ذلك الحين.

وبالنظر إلى اللوحات القديمة من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، فإنها تخبرك الكثير عن الأزياء والمجوهرات في الأوقات التي رسمت فيها. فعلى سبيل المثال، فضَّل العديد من أفراد العائلات المالكة الذين حددوا الإتجاهات خلال هذه الفترات خاتمًا في كل إصبع بدلاً من تكديس الخواتم في إصبع واحد.

يذكر أن تكديس أساور الماس المتلألئة المصنوعة بأسلوب “آرت ديكو”، كان شائعًا في أفلام الثلاثينات الإستعراضية ومنذ ذلك الحين، استمر الإتجاه في التطوّر وقدّم كل جيل تفسيره المتنوع للأساور المتراصة. فمن الأكسسوارات الصاخبة المفضّلة لدى الجيل المتمرّد في ثمانينات القرن العشرين، إلى الأصفاد الأنيقة في عصرنا الحالي، أحبت النساء تكديس المجوهرات بشكل عام. واليوم، يتضمن هذا النمط قطعًا خالدة وتصميمات مخصصة وإصدارات مختلطة ومطابقة، لخلق مظهر متألق يصلح لحضور حفل زفاف أو حتى لقضاء سهرة ممتعة مع الأصدقاء! 

بدأ اتجاه الخواتم المتراصّة في الانفجار خلال الجزء الأول من الألفية الجديدة واستمر في النمو بشكل تدريجي من دون تراجع. ويشمل ذلك كل الأنواع من خواتم حجر البخت القابلة للتكديس إلى الخواتم الماسية والكوكتيل، وحتى خواتم الأسماء أو ذات الرموز التي يتم ارتداؤها على أي إصبع.

وكانت موضة تكديس الخواتم التي ما زلنا نراها إلى اليوم ترتكز على الحلقات الصغيرة في تسعينات القرن العشرين، وبتصاميم مختلفة من القلوب والزهور وحدوات الأحصنة وزخارف أخرى ثلاثية الأبعاد من المعادن المختلطة التي يتم ارتداؤها معًا بثلاثة ألوان مختلفة من الذهب، تشمل الوردي والأصفر والأبيض أو البلاتين والفضة التي يمكن مزجها مع الذهب، وغيرها من المواد المستخدمة في صناعة المجوهرات والأكسسوارات.

وكانت الخواتم القابلة للتكديس في منتصف القرن العشرين شائعة في المقام الأول بخواتم الزفاف. وعادت حلقات الحماية المزيّنة بالماس والتي تحدد شكل الخاتم الماسي المركزي إلى الواجهة ويتم ارتداؤها على جانبي خاتم الزواج. وأصبحت خواتم الخلود الخاصة بالارتباط قابلة للتكديس ومتوفّرة بأحجار كريمة ملوّنة تُلبَس مع ماسات بقصّات مختلفة، وتُقرَن بأنواع متعددة من الخواتم.

ومنذ ذلك الحين تطوّر هذا الاتجاه، لا سيما بسبب مجتمع المجوهرات على وسائل التواصل الإجتماعي والذي يخلط بين المجوهرات الحديثة والعتيقة، ودمج بين مختلف الاحجام والألوان المعدنية والقصّات وأنواع الأحجار والإعدادات. واليوم نجد المزيد من النساء الملهمات اللواتي يحاولن أن يصمِّمن بأيديهن مجموعات مختلفة في قمة الإبداع، وينسقن أنماطًا من مختلف الفترات الزمنية بطريقة مبتكرة تجعلها تتلاءم جميعها بصورة رائعة وتكمل الإطلالة بلمسة ساحرة. 

يعمل مصممو المجوهرات العالميين الآن على اتجاه تكديس متطرّف في جميع قطع المجوهرات، من الخواتم والأساور حتى الأقراط والقلائد، حيث يرصّعون الأحجار فوق بعضها البعض في قطعة واحدة من المجوهرات، ويخلقون تصاميمَ ذات عوامل نجاح باهرة وعالية في إجمالي عدد القراريط والأسعار. وتم عرض مثل هذه الإبداعات ذات الأحجار المضاعفة، وأحيانًا ثلاثة أضعاف، في مجموعات المجوهرات الراقية التي أصدرتها دور المجوهرات الفاخرة مثل بولغري وبوشرون وكارتييه. والذين تفننوا في إيجاد الإقتران الأمثل والذي يخلق عمقًا وكثافة لونية وحجمًا وبريقًا في الأحجار الكريمة، ويعكس مظهرًا ثريًّا يسرّ الأنظار. ولعل أساور الحب من كارتييه، وسلاسل الامبرا من فان كليف اند اربلز، وخواتم كاتغ من بوشرون، هي من أروع الأمثلة التي تدعم قاعدة الجمالية المنبثقة من العشوائية.

بناء طبقات الأساور والخواتم الخاصة بك يشبه رسم لوحة فنية متكاملة يكمن جمالها في تناقض عناصرها. مما يعني أنه للحصول على مظهر مبهر، يجب الإستناد على أسس فنية معينة تتعلق بكيفية ترتيب العناصر المختلفة مع بعضها البعض من دون تحويل طلتكِ الى منظر غريب وغير محبَّب في محيطك. كما وأن تحديد مزيج الألوان والنمط الذي يتماشى مع زَيِّك قد يساعدك بشكل كبير في عملية التنسيق. ويجب أيضًا الإلتفات إلى ملمس قطع المجوهرات حيث يُمكن الدّمج بين المجوهرات اللامعة وتلك الخافتة، وكذلك بين السادة والمزخرفة ومختلف المعادن والمواد من دون مبالغة مزعجة للنظر. ومن الضروري أيضاً التأكد من أنه يمكنكِ ارتداء هذه الكميّات من التكديسات طيلة اليوم من دون أن تعيقك عن عملك أو ترهقك. ومن الناحية العملية، يمكنك تكديس مجوهراتكِ في أي يد ترغبين بها. لذلك إن كنت تستخدمين يدك اليمنى، فقومي بتكديس يسارك. أما إذا كنت عسراء، فقومي بتكديس يدك اليمنى. 

أصبح تكديس الأساور والخواتم مظهرًا كلاسيكيًّا يسهل تحقيقه. ولكن هذا لا يعني أنه يجب عليك البحث في صناديق المجوهرات الخاصة بك وارتداء الأساور والخواتم بأكملها مرة واحدة. فبالرغم من أنك تملكين الحرية لارتداء ما شئت، ولكن عندما يتعلق الأمر بمظهر الأساور والخواتم المكدّسة، فيجب عليك أن تحسني الإختيار من ناحية العدد والأنماط. وسواء أكنت تحبين مظهر أساور البوهو المكدّسة أو خواتم الروك أند رول الصارخة او القطع الماسية الراقية، فإن الخيارات أمامك لا حصر لها، ويأتي دورك هنا لانتقاء ما يناسبك منها.

ومن المهم أن تتذكري أن ساعة يدك تُعتبَر قطعة مجوهرات أيضًا، وعندما يتعلق الأمر بطبقات الأساور، فإنها تعمل بالفعل كسوار. لذا، إن كنت تحرصين على ارتداء ساعة يوميًا، فاستخدمي هذا الذراع كنقطة انطلاق، وشاهدي أنواع الأساور والسلاسل والأصفاد التي تبدو رائعة بجانبها. وقد تكون الساعة التي بنفس اللون الأساسي للسوار ونمطه هي الأفضل، لأنها تجعل المنظر أكثر انسيابية ورُقيًّا.

تُعتبَر أساور التنس الماسية مثالية للتكديس وتتناسب مع أغلب الأساور والمعادن والأحجار وستجعل أي مجموعة تشع أناقة وسحرًا. كما وتبدو الأحجار الكريمة الملوَّنة مثل الياقوت والزمرد والصفير مناسبة لإضافتها في مجموعتك. فمثلما يكون خلط المعادن مرغوبًا به عند تكديس الأساور والخواتم ويضيف مظهرًا متماسكًا، فإن الأحجار الملوَّنة لها مكانتها ولمستها الجمالية الخاصة في هذه الموضة الصاعدة.

وتعد إضافة السلاسل ذات التعليقات المختلفة مع الأساور المنقوشة والقطع العتيقة ذات التصاميم المستوحاة من الحيوانات والطبيعة، خياراً ذكياً يستحق التجربة. أما الأساور ذات القيمة العاطفية بالنسبة إليك أو التي قُدِّمت لك كهدية فهي من أساسيات القطع التي يجب أن تكون ضمن تنسيقاتك المتراصة. 

يمكنكِ البدء بالسِّوار المعدني المفضل لديك، ثم أضافة سوار تنس ماسي أو سوار تنس من الأحجار الكريمة. وبعد ذلك، ارتدي واحدًا أو اثنين من السلاسل الخاصة بك، وحبذا لو كانت سلاسل عريضة ومتنوعة الأشكال. كما ويمكنكِ إضافة سوار من اللؤلؤ مع أساور معدنية أخرى أو أساور مطرّزة بالخرز الذهبي لبعض التوهّج الإضافي. واحرصي على عدم تقييد إطلالتك بعلامة تجارية واحدة بل ادمجي قطعًا متعددة لمختلف المصممين.

أما بالنسبة للخواتم المتراصّة فهي أسلوب جريء ظهر ليبقى. فمن الخنصر إلى الإبهام، لديك العديد من الخيارات لارتداء الخواتم. وأي مزيج منها يمكن أن يبدو رائعًا ومتجانسًا. فيمكنك ارتداء خاتم رفيع من الذهب الأصفر فوق خاتم آخر بنفس النمط أو مختلف عنه قليلاً. وتبدو الخواتم المكدّسة جميلة عند ارتداء خاتم كوكتيل في نفس اليد أيضًا. وقد ترغبين في التركيز على تكديس إصبع أو اثنين أو ارتداء خاتم ناعم بجوار خاتم زواجك المتكلّف. حيث إنه من الدارج أن يتم ارتداء الخواتم الأكثر رقة بجانب الخواتم البارزة. 

وجدير بالذكر أن تكديس المجوهرات لن يؤدي إلى إتلافها، فقد تتعرض لبعض الخدوش الخفيفة فقط. وذلك قد يحدث لسوارك وخاتمك حتى لو كنت ترتدين قطعة بمفردها. لذا استمتعي بجمع قطعك المفضلة مع بعضها البعض ولا تلتفتي إلى ما يُفسِد مُتعة التألُّق باختياراتك الخاصة.

المجوهرات المكدّسة هي موضة مثالية للمرأة الألفية الجريئة والعصرية. وإحدى أكبر صيحات المجوهرات المستمرّة للمواسم الحالية والقادمة. فلا يجذب هذا النمط المتعدِّد الطبقات الإنتباه إلى مرتدياته فحسب، بل يسمح لهنّ أيضًا بالاستثمار في قطع المجوهرات ذات العلامات التجارية العالمية المرتفعة الأسعار، وتكرار ارتدائها على الدوام، والحصول على إطلالة فريدة تبرز وسط الحشود والزحام.