جواهر التاج في برج لندن حكاية أصالة وكنوز من الماس والمعادن والأحجار الكريمة

The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels
The Crown Jewels


تُعد جواهر التاج في المملكة المتحدة من أثمن كنوز البلاد، بما في ذلك رموز التتويج المقدسة المستخدمة في تتويج الملوك الجدد. وتتألف جواهر التاج من أكثر من 100 قطعة وأكثر من 23000 حجر كريم، وهي ذات قيمة ثقافية وتاريخية ورمزية لا تقدر بثمن. إنها جزء من المجموعة الملكية، التي يحتفظ بها الملك كأمانة للأمة.

تتضمن مجموعة جواهر التاج سلسلة رائعة من التيجان الملكية المختلفة بحسب المناسبات وخيارات الملوك. وقد تمت حمايتها منذ ستينات القرن السابع عشر في برج لندن، حيث اجتذبت الزوار منذ ذلك الحين. وبعد إخراجها للترميم أُعيدت المجموعة إلى بيت الجواهر في البرج وفُتِح أمام الزوار. 


في قلب مجموعة جواهر التاج توجد مجوهرات التتويج: وهي الأشياء المقدسة المستخدمة خلال حفل التتويج. تمثل هذه الأشياء الفريدة صلاحيات ومسؤوليات الملك. تم استخدام هذه الشعارات مؤخرًا في تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في 6 مايو 2023، وتشمل صولجان السيادة مع الصليب، والجرم السماوي السيادي، وملعقة التتويج.

عندما يدخل الزائر برج لندن لا بد أن يُذهله ما يرى من مجوهرات إلى درجة تدفعه إلى التساؤل: "هل هي حقيقية فعلاً؟" ليثبت له في كل واحدة أنها حقّاً تاريخية وخالدة. وقد كان البرج موطنًا لجواهر التاج منذ ما يقرب من 400 عام.

تُعد إعادة العرض تتويجًا لمشروع كبير مدته أربع سنوات للقصور الملكية التاريخية، بدأ بالإحتفال بخلود الملكية، وعرض إطارات تاج الدولة التي ارتداها الملوك السابقون وشرح عدد المجوهرات الأكثر تاريخية التي انتقلت من تاج إلى تاج. وتناول العرض الجديد أيضًا التاريخ المثير للجدل للماس الموجود في التياجان، بما في ذلك ماس كوهينور وكولينان. تعتبر جواهر التاج، رموزًا قوية للنظام الملكي البريطاني ولها أهمية دينية وتاريخية وثقافية عميقة.


لماذا برج لندن؟

باعتباره قصرًا وحصنًا ملكيًّا، استُخدم برج لندن لتخزين بعض أغلى الممتلكات الملكيّة منذ السنوات الأولى. وتتضمّن لائحة بالموجودات تمّ إعدادها في عهد إدوارد الثاني (1307-1327)، الماس والياقوت، وطبق للكنيسة والولائم من الذهب والفضة، وأكثر من عشرة تيجان مرصّعة بالجواهر، من بين المقتنيات الملكيّة الثمينة المحفوظة في البرج.

بحلول أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، أُنشئ مكتب منفصل للعائلة المالكة سمّي "دار المجوهرات" وكان مسؤولًا عن كلّ ممتلكات المجوهرات والمعادن الثمينة التي استخدمها الملوك خلال فترة حكمهم. بحلول أوائل القرن السادس عشر، كان لقسم "دار المجوهرات" مبانيه المخصّصة داخل البرج-القلعة. وكانت دور المجوهرات الخاصة بالملك هنري الثامن تقع مقابل الواجهة الجنوبية للبرج الأبيض، حيث أقيمت خزانات للأطباق وصناديق للمجوهرات، كلّها مزوّدة بأقفال متينة.

شكّل برج لندن ومحتوياته نقطة جذب شهيرة لزوّار لندن من الشخصيات الهامّة بحلول القرن السادس عشر. وعندما زار ملك الدنمارك إنجلترا في العام 1606، رافقه جيمس الأوّل في رحلة لمشاهدة عجائب البرج، حيث عُرضت أندر وأغلى الجواهر والأطباق الجميلة، لدرجة أبهرت ملك الدنمارك من دون تمكّنه حقًّا من تخمين قيمتها.

في العام 1649، بعد إعدام تشارلز الأول وإلغاء النظام الملكي، بيعت محتويات دارَي المجوهرات في برج لندن، بالإضافة إلى المقتنيات الفخمة من حفلات التتويج من دير وستمنستر، لصالح الكومنولث، الجمهورية الجديدة. وإلى جانب مقتنيات الدولة، تضمّنت المجموعة "تنّينًا كريستاليًّا مزخرفًا بالذهب" والعديد من "قرون يونيكورن".

مع عصر استرداد الملكية الإنجليزية في العام 1660، تمّ تجديد المقتنيات وحفظها تحت الحراسة في دار المجوهرات القديمة المجاورة للبرج الأبيض. لكن، وفي أعقاب حريق لندن الكبير في العام 1666، وكإجراء احترازي للسلامة، وُضعت خطط لهدم كافة المباني المجاورة للبرج الأبيض، حيث خُزّنت أيضًا الإمدادات الوطنية من البارود. وفي العام 1669، تمّ تخصيص برج مارتن لدار المجوهرات، وهو أحد أبراج العصور الوسطى الواقعة على الجدار الساتر الداخلي.