كيف تقدّمين نفسك لمن لا يعرف أناستازيا معوض في المنطقة؟
أودّ أن أقدّم نفسي كامرأة شابة طموحة تسعى وراء النجاح في المنطقة، ليس اعتماداً على اسم عائلتي التي تحظى بشهرة عالمية واسعة، وإنما بالاعتماد على شغفي بالمجوهرات. وأنا حريصة على تعلم المزيد وتطوير خبراتي بشكل أكبر في هذا المجال.
كونك السيدة الأولى والجيل الخامس من عائلة معوض التي تنضم إلى الشركة، أي دور تسعين لإتقانه داخل هذه الشركة العريقة التي يمتد عمرها إلى 131 عامًا تقريبًا؟
إنّني فعلاً المرأة الأولى التي تساهم في أعمال العائلة. وعلى الرغم من أنه ليس من السهل دائمًا ترك بصمة كامرأة في عالم الأعمال، يشرّفني أن ألعب دورًا في هذه الشركة العريقة لأنني، كامرأة، أنظر إلى الأشياء من زاوية مختلفة. ونظرًا لأن المجوهرات تتوجّه للنساء بشكل أساسي، أعتقد أنّه لدي الكثير لأضيفه وأقدّمه من حيث تحفيز الرغبة لدى عملائنا في ارتداء ابتكارات معوض، خاصة وأنّنا نشتهر بابتكار قطع استثنائية.
سوف تتخرّجين من مركز المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة GIA روبرت معوض في العام 2021 وتصبحين عالمة أحجار كريمة معتمدة. كيف يمكن أن تساعد دراستك في هذا المركز في مسارك المستقبلي داخل شركة معوض؟
لقد أكملت للتو برنامج Graduate Diamonds. وقد كانت رحلة جميلة تضمّنت الكثير من الدراسة. إذ كنت أظنّ أنّي أعرف الكثير عن عالم المجوهرات كوني من عائلة متخصّصة في هذا المجال، لكن في الواقع كشفت لي دراستي أشياء كثيرة لم أكن أعرفها من قبل. وقد تعلّمت الكثير من الأمور الجديدة والرائعة، من بينها تصنيف الماس. وأتطلّع إلى تطبيق كل ما تعلّمته في هذا المجال، وأكاد لا أستطيع انتظار دورتي التالية التي سوف تتمحور حول الأحجار الملوّنة.
ذكرتِ أن جدّك روبرت معوض هو مصدر إلهامك. كيف يمكن أن ينعكس هذا التأثير على منصبك القيادي في المستقبل؟
بالفعل، جدّي هو مصدر إلهامي، وأنا معجبة بمثابرته وقوّته. فهو دائم العمل ومتعطّش دومًا للتعلّم. وقد تعلّمت الكثير من خبراته ومعارفه، كما أنّه ألهمني لعدم التوقّف عن المثابرة والاندفاع نحو الحلم الكبير.
هل شعرتِ أن حبّك للمجوهرات والأحجار الكريمة سيقودك إلى تصميم مجموعة مجوهراتك في المستقبل القريب؟
في الواقع، أعمل حاليًا مع فريق العمل على بعض التصميمات لخط مجوهرات خاص بي، وأشعر بحماس كبير بهذا الشأن. كما أتطلّع إلى إضفاء لمسة جديدة على اسم “معوض” واستهداف النساء في فئتي العمريّة لارتداء مجوهراتنا بشكل يومي.
ما هو الحجر المفضل لديك؟ وما هي المعادن والمواد الثمينة التي تثير إعجابك أكثر من غيرها؟
لا شكّ أنّ الماس هو الحجر المفضل لدي. فالحقيقة البسيطة لتكوين الماس تأسر خيالي، إذ أنّه يتكون على مدى ملايين السنين، في أعماق الأرض تحت تأثير الضغط ليقترب بعدها، في يوم من الأيام، من سطح الأرض. هذا بالإضافة إلى أنّني أجد تنوّع الألوان في الماس وشكله الأصلي، المجسم الثماني، مذهلًا. وأنا معجبة حقًّا بما يمكن أن تفعله الطبيعة!
هل تشاركين والدك وعائلتك شغفهم بالساعات؟ وما الذي يجذبك أكثر، جمال المجوهرات أو تعقيدات الساعات؟
يملك والدي شغفًا عظيمًا بالساعات ممّا يجعلني مولعة بها أيضًا. وأتذكّر عندما كنت أزوره في عطلات نهاية الأسبوع خلال معرض بازل للفنون كل عام؛ لطالما أحببت الطاقة والديناميكية في صناعة الساعات. ومع ذلك، لا أزال أميل أكثر إلى المجوهرات.
هل تتبعين أحدث صيحات الموضة؟ وهل ترين أنّ عالم تصميم المجوهرات يرتبط بشكل مباشر باتجاهات ونزعات الموضة؟
نعم، أعتقد أنّ عالم تصميم المجوهرات مرتبط مباشرة بأحدث اتجاهات الموضة. ومع ذلك، لا شك أنّ الطلب في السوق سيبقى قائمًا دومًا على القطع الكلاسيكية. فعلى سبيل المثال، عندما يتعلّق الأمر بخواتم الخطوبة، تختار معظم النساء الماسة الدائرية بتقطيع بريليانت، فيما تتأثر رغبات بعض النساء الأخريات بالاتجاهات من حيث الشكل. ومن ناحية أخرى، شهدنا عودة تقطيع الماركيز إلى ساحة الموضة هذا العام بعد أن كان شائعًا جدًّا في أواخر التسعينيات. كذلك الأمر مع الحجارة، فالألوان الشائعة، مثل اللون الأخضر، لا بدّ أن تؤثر على العملاء لشراء الزمرد وغيرها من الأحجار التي تحمل اللون ذاته. وأودّ الإشارة هنا إلى إنّ المجوهرات الراقية تتأثر بسهولة بنزعات الموضة، نظرًا لكلفتها وسهولة الوصول إليها أكثر من القطع الفنيّة النادرة، خاصة وأنّها تتلاءم أيضًا بسهولة مع أسلوب الحياة اليومي.
هل تؤيّدين اعتماد التقنيات الجديدة في صناعة المجوهرات أم تفضلين الصناعة الحرفية التقليدية؟
أعتقد أن الحفاظ على تراث الحرف اليدوية أمر مهمّ. وبينما نميل إلى شراء أحجارنا الخام، كوننا نحمل شهادة “De Beers Sightholder”، فإنّ أفضل تقنيات القطع تبقى الأساليب الكلاسيكية، حتى لو لجأنا في الوقت نفسه إلى الليزر.
لقد قضيت طفولتك بغالبيّتها في سويسرا وأوروبا. ما الذي يثير إعجابك في دول الشرق الأوسط وثقافته؟
ولدت وترعرعت في جنيف بسويسرا، وواصلت دراستي الجامعية في لندن. ولطالما كنت مفتونة بالشرق الأوسط وشعرت دائمًا بأنني قريبة من ثقافته لأنّنا في الأصل لبنانيون. وأنا أتذكّر الزيارات التي قمت بها من وقت إلى آخر في طفولتي لأرى أجدادي حيث كانوا يعيشون في المملكة العربية السعودية، وهم يقيمون اليوم في مملكة البحرين، ولهذا أصبحت بالتالي أسافر كثيرًا في المنطقة. وفي الحقيقة، إنّني معجبة جدًّا بالطريقة التي تتّبعها دول مجلس التعاون الخليجي للاهتمام بمواطنيها وتبنّي نهج الابتكار والتطوّر باستمرار.
هل تنوين العمل من مقر العمل الرئيسي في دبي أو من سويسرا ولماذا؟
أعتزم العمل من المقر الرئيسي في دبي، إذ إنّ منطقة الخليج هي منطقة ديناميكية دائمة التطوّر، بالإضافة إلى أنّني لطالما أحببت دبي وتخيّلت نفسي أعيش فيها.
ما هي هوايتك وأنشطتك اليومية المتعلقة بشركة المجوهرات العائلية؟
أعمل اليوم على تصميمات خط المجوهرات الخاص بي، وأميل دائمًا إلى تحليل ما ترتديه النساء، وما هو متوفّر في السوق إلى جانب الابتكارات التي يمكن أن نقدّمها والتي سوف يزداد الطلب عليها. كما أبقي نفسي على اطّلاع دائم بالمزادات وتطوّر الأسعار في السوق. وكوني أحب الموضة، أقوم بمراقبة هذا المجال في كل الأوقات، وأفكر في طرق لدمج أفكار جديدة وعصريّة في مجوهراتنا وكذلك في أسلوبنا التسويقي وبوتيكاتنا.