اللاريات.. عندما تكون العُقدة هي الحل

BVLGARI Fiorever Collection
Necklace by Boucheron
Necklace by Cartier
Adler
Naomi Watts wearing BVLGARI necklace
Perspectives De Chaumet LACIS Necklace
Long Necklace by Boucheron
Giardino Transformable Long Necklace by Van Cleef & Arpels
Alta Gioielleria collection necklace by Dolce & Gabbana


لا يخفى على الجميع بأن الورقة الرابحة لكل إطلالة مميزة تكمن بلاشك في قطع المجوهرات التي تكمل المظهر النهائي، وتثري حضور المرأة وتألقها. ولعل القلادات بمختلف أنواعها تتربع على عرش الفخامة والتميز وتؤثر بصورة لا يمكن التغافل عنها في إنجاح الإطلالة أو فشلها.
وتعتبر القلادات ذوات العقدة أو كما تسمى «لاريات» من الكلاسيكيات التي لم يأفل نجمها على مر العصور والأزمنة نظراً إلى جمالها الأخاذ واتساع نطاق المواد والأحجار المشغولة بصياغتها وتعدد طرق لبسها. ويرجع أصل كلمة «لاريات» كما يذكر للغة الإسبانية منذ العام 1825م وتعني الحبل المربوط أو ذا العقدة كالذي يستخدم من قبل رعاة البقر لاصطياد طرائدهم. ولا نبالغ بالقول عندما نصرح بأن من ترتدي هذا العقد ترمي بحبالها بمهارة على كل من تقع عينيه عليها. 
تتفرد هذه القلادات بخصوصية أسلوبية وإبداعية ترتاح أمامها العين لفرط الرقة والاتزان بين طرفي سلسالها وخلوها من مشبك للإغلاق حيث تتداخل الأطراف مع بعضها بعضاً من خلال لفها حول العنق وربطها بعقده من الأمام أو تمريرها من خلال حلقة مثبتة بإحدى طرفي السلسلة.
ويكون عادة طول العقد بالمجمل 30 بوصة ولا يقل عن 24 بوصة وذلك لتسهيل التقنية المتبعة في ضبطه والذي يتطلب طولاً كافياً ليتم التحكم به وابتكار طرق مختلفة للبسه.
وقد حافظت قلادة لاريات على وجودها بالساحة لمواسم عديدة وبأشكال متفاوتة. فمن القلادة الفخمة المرصعة بالألماس والمطعمة بالأحجار الكريمة المتدلية على أعناق الملكات والمشاهير إلى القلادة الناعمة بشكل Y مروراً بوشاح السلاسل الملتفة حول الرقاب وصولاً إلى أحدث صيحات 2020 والتي برزت بقوه في الميدان وهي قلادة اللاريات ذو القطعة الضخمة المتدلية بدلال فارضة وجودها كتحفة من نسج الخيال.
وتتنافس دور المجوهرات العالمية في معظم المواسم بطرح أشكال متعددة من اللاريات ويتفنن مصممو المجوهرات في إبراز أفكارهم وإبداعاتهم من خلال سيمفونيات خالدة تداعب السمع والأبصار والأفئدة وتبهر عشاق الجمال والانفراد. 
فرائعة الآرت ديكو من دار هاري وينستون “Harry Winston” من تشكيلة مدينة نيويورك “Fifth Avenue” - والمستوحاة من الجادة الخامسة المشهورة بمعمارها ومبانيها العريقة ومحلاتها الراقية وتقاطعاتها الصاخبة وانتظام حركة المرور بها بالرغم من ازدحامها - هي خير إلهام لتصميم قطعة فنية توضح ديناميكية الحركة وانسيابيتها من خلال عقد فخم من الذهب الأبيض المرصع بالألماس الفريد واللؤلؤ النفيس ومثبت من المنتصف بمشبك من الألماس يربط بين طرفي العقد ويتركهما متدليين بشموخ وفخر ومحوليين بلمسة سحرية أي إطلالة إلى المثالية.
ولا تقل “Verriere” نفيسة دار بوشرون “Boucheron” - من مجموعة «Vu du 26” المستوحاه من القبه الزجاجية الرائعة للقصر الكبير بفرنسا Grand Palais - ضخامةً وجمالاً عن مثيلاتها من قلادات اللاريات حيث فرضت حضورها من خلال لونها الأخضر الزمردي الذي يشفي أعطاب الحواس بتجانسه مع الألماس ذي الجودة العالية والكريستال الصخري المتراص على الذهب الأبيض. وتلتقي أطراف خيوط حبيبات الزمرد من خلال مشبك ألماسي شبيه بالعين ومتعدد الاستخدامات، والممكن فكه ولبسه كبروش منفصل أو استخدامه للتحكم بطول الحبل وشكل العقده والتفنن بلبس القلادة بطرق مختلفة وتنسيقها مع خيارات واسعة من الأزياء. وطرحت نفس الدار على مر السنين الكثير من اللاريات الرائعة من حبيبات اللؤلؤ وغيرها من الأحجار الكريمة على شكل خيوط خرزية تناسب بكل أريحية من خلال مشابك أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها تحف فنية يمكن الاستثمار بشرائها لأعوامٍ مديدة.
أما الحيوانات فقد كان لها نصيب الأسد في إلهام دور المجوهرات بتصميم قلادات فخمة مرصعة بالأحجار النفيسة يتدلى طرف واحد منها بينما يثبت الطرف الآخر القصير بالمنتصف مجسداً رأس الحيوان كثعبان دار بولغاري الشهير من تشكيلة “Serpenti” والذي تألقت به الحورية تشارليز ثيرون على السجادة الحمراء وأبهرت الحضور بطلتها البهية التي تمثلت بتنسيق عقد “Serpenti” طويل من الذهب الأبيض والألماس وملتف حول رقبتها مع عقد ماسي كلاسيكي آخر لتتشكل قلادة رائعة من ثلاث  طبقات.
كما أشعت الجميلة مونيكا بيلوتشي نوراً على السجادة الحمراء بارتدائها عقد التمساح «Crocodile» الأخاذ من دار كارتييه المطعم بالألماس وخيوط مشكوكة بحبيبات الزمرد والذي تمت إعادة صياغته بنفس الدار تخليداً لذكرى عقد التماسيح الأيقوني الذي تم صنعه مسبقاَ للفنانة الأاسطورية ماريا فيليكس.
لعل هذه الإطلالات الفريدة توضح بأن المجال مفتوح لكِ على مصراعيه سيدتي لتتأنقي باللاريات وتُقرِنيها مع أي نوع من أنواع القلادات والأقراط والأساور، وتمنحك خيارات تنسيقية متشعبة بما أنها تتماشى مع مختلف أنواع الياقات ولا تقتصر على الياقات ذي الحرف V أو المفتوحة فقط وتتجانس مع أغلب أنماط الأقمشة والموديلات. ولا يقتصر التزين بهذه النوعية من القلادات على الطبقة المخملية والمشاهير ولم يكتفِ مصممو المجوهرات بإخراج قطع فاخرة مرصعة بالأحجار النفيسة وباهظة الثمن تلبس بالمناسبات والمحافل الرسمية فقط، بل تصاعدت تصاميمهم لتصل إلى ابتكار قلادات ذي سلاسل متعددة ناعمة وعملية وذي أسعار بمتناول الجميع للأناقة اليومية بالعمل والاجتماعات الرسمية وغير الرسمية مع الأهل والأصدقاء، فابتكار دار هرميس «Hermès» سلسلة المرساة  «Chaine d’Ancre» المتدلية بثبات ورصانة والتي يتم تطويرها وتحديثها باستمرار من قبل هذه الدار العريقة خير دليل على أن اللاريات خيار آمن ومستدام لعشاق الأناقة والتميز. 
كما طرحت فرعونة الصاغة بالشرق الأوسط السيدة عزة فهمي مصاغات مشغولة بالذهب والفضة مع الخرز والأحجار وتشمل عقوداً من اللاريات تبرز التراث الشرقي بلمسات عصرية ومنظور فني يتسم بالأصالة والحضارة من خلال سلاسل طويلة تُلبس بطرق متعددة حيث يفضل البعض أن تترك أطراف القلادة حرة كوشاح راقٍ حاكته أنامل الفاتنة التي ترتديها بينما يلفها آخرون حول الرقبة عدة مرات لتتلاقى بعقدة أو مشبك أو تنتهي بثقل ينساب برقة من خلال حلقة صنعت خصيصاً لمنح هذه القلادة اتزاناً ومرونة باللبس. 
وجدير بالذكر بأن التراث الخليجي كان ولايزال عامراً بقلادات كبيرة الحجم وتلبس بطرق مختلفة ذي مسميات شعبية كالمشلح والذي يرادف كلمة لاريات. فاستخدم الصاغة حبيبات الذهب واللؤلؤ البحريني الطبيعي لصنع خيوط طويلة وجمعها بقلادات فخمة تتزين بها النساء بالأعراس والمناسبات. وأعادت دور المجوهرات الخليجية في عصرنا الحالي كمجوهرات الزين صناعة هذه المشغولات التراثية وأضافت لمساتها الخاصة عليها من خلال تصاميمها التي تحوز على تقدير النخبة من جميع الثقافات والدول وتسلب الالباب عند عرضها في معارض المجوهرات الدولية والعالمية.
يزخر التراث الهندي بالمجوهرات النفيسة ذي الأحجام البارزة والمطعمة بتشكيلة من الأحجار والألوان وأنواع عديدة من السلاسل والحبال الجلدية أو الحريرية اللافتة حول أعناق الفتيات كلوحة فنية يتعانق فيها الجمال بالكمال.
تتشابه هذه القلادات لحد ما من حيث الشكل والمضمون مع ربطات العنق (Bolo Tie) وتختلف من حيث الديناميكية والتجديد مع غيرها من أنواع القلادات التي تلتزم بشكل ثابت ومكرر للبسها بينما تسرح اللاريات وتمرح بتشكيل إطلالات مختلفة من قلادة واحدة وحبذا إن كانت هذه السلاسل تجمع بين مختلف أنواع المعادن الذهبية والفضية ومرصعة بحبيبات الألماس المتناثرة لتخلق قطعة مستدامة ممكن لبسها بأي زمان ومكان وتنسيقها مع أي نوع ولون من المجوهرات.
عالم المجوهرات يحتفظ بحصيلة غنية من هذه النوعية من القلادات والتي تختلف من مصمم إلى آخر بحسب مصادر الإلهام ومكونات المجتمع وثقافته ولكنها تجتمع بنقطة واحدة وهي التفرد والتمرد بجمال ودلال لتناقض المقولة الشهيرة «لكل عقدة ألف حلال” إلا عقدة اللاريات فهي الحل لإطلالة تفوق الخيال.