حجر الجاذبية والغموض
يتمتع اللؤلؤ ببريق خاص وسحر وغموض وجاذبية يجعله خيار المرأة بلا منازع وذلك منذ أقدم العصور.
تتفوق أحجار اللؤلؤ الطبيعية منها بقيمتها المادية والمعنوية على الألماس، فاستحوذت على لقب (ملكة الأحجار الكريمة). اعتقد اليونانيون القدماء أن اللؤلؤ قادر على تعزيز السعادة الزوجية، ويساعد على تجنب الدموع والخيبات لدى الأزواج الجدد. كما يعرف عن اللؤلؤ بأنه يسهم في تذليل الاختلالات العاطفية.
لم يكن اللؤلؤ قبل اكتشاف ميكيموتو طريقة لاستزراعه متوفراً للعامة، وانحصر التزين به على الأثرياء والعائلات الملكية. أما اليوم فقلة من لا تحتوي علبة مجوهراتها على قطعة حلي مزينة باللؤلؤ، ونادراً ما تخلو تشكيلات دور المجوهرات حول العالم من تصاميم تتألق باللؤلؤ بألوانه وأحجامه الكثيرة.
اكتشف اللؤلؤ منذ عصور ما قبل التاريخ. وتقول الاسطورة ان الامر كان مجرد مصادفة، عثر الناس خلال رحلات بحثهم الدائمة عن الطعام على كرات بيضاوية الشكل لامعة ومشرقة وجذابة، استقطبت اهتمامهم وأصابتهم بسحر وقشعريرة غريبة بفضل فرادتها وتميزها. فأحاطوها بهالة من القدسية والتقدير والاهتمام المبالغ به، وأصبحت فيما بعد تمثل بالنسبة لهم قيمة كبيرة ووسيلة لدرء الشر أو الحسد أو البغض في أعين الآخرين.
عرف المصريون القدماء اللؤلؤ قبل 4000 سنة قبل الميلاد واستخدموه لأغراض الزينة. ويقال إن كليوبترا أذابت حبتي لؤلؤ في الماء وشربته تعبيراً عن حبها لمارك أنطوني.
زين حلي ملوك حضارات بلاد ما بين النهرين وأغنياءها. وكان الآشوريون يبحرون إلى جزيرة (ديلمون) البحرين حالياَ، للحصول على (عيون السمك) أي اللؤلؤ.
أما الشعوب التي سكنت سواحل وجزر شبه الجزيرة العربية المطلة على الخليج العربي وتعرف اليوم بقطر، البحرين، عمان، الإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، فقد تعرفوا إلى اللؤلؤ وامتهنوا الغوص بحثاً عنه قبل ظهور الإسلام في المنطقة بمئات السنين.
عرف العرب اللؤلؤ بأسماء عدة منها: الدر، والجمانة، والجوهرة، والتؤمة، والتؤامية، واللطمية، والوباة، والهيجمانية، والونية، والخصل، والخوصة، والخريدة، والفريدة، والخصلة، والثعثعة، والسفانة، والشذرة والوباة، واليتيمة.
تفاوتت ألوان اللؤلؤ بين الأبيض الناصع والوردي والرمادي، ومن أجمل هذه اللآلئ التي يطلق عليها اسم (اللؤلؤة السوداء)، وهي بالحقيقة رمادية اللون.