..لأن هدفي النهائي إحداث تغيير إيجابي في العالم

إنجي كيوان enjykiwan@


"أنا مصرية، ولدت وترعرعت في دولة الإمارات العربية المتحدة. درست في الجامعة الأمريكية في دبي العلوم المصرفية والمالية، وعملت في القطاع المصرفي نحو عشر سنوات قبل أن يوقظني حلم يراودني منذ كنت تلميذة على مقاعد الدراسة، أريد أن أصبح معروفة، مذيعة في التلفزيون حاضرة قوية قادرة على احداث تغيير في العالم نحو الأفضل.
حاولت كثيراً خلال عملي في "ثومسون رويترز" و"ميناكورب" و"أن بي أي دي" الانخراط في نشاطات لمنظمات انسانية دولية ولكن من دون جدوى. فقد كنت على يقين أن هناك وسيلتين للانخراط في النشاطات الخيرية للمؤسسات والمنظمات؛ إما ان تكون من الممولين أو ذات شهرة يمكن استغلالها لجمع التبرعات ولفت الأنظار إلى قضية معينة. 
تركت عملي المصرفي، وقررت أن ألاحق حلم كنت قد وضعته جانباً. أسست منصتي الخاصة على انستغرام تحمل اسمي.  أردت أن أكون واثقة من أن لدي ما أقوله وأثبته لمن يتابعني، وأن تكون مشاركاتي أكثر من صور، فصرت أشارك المتابعين بجوانب مختلفة من حياتي، فواجهت انتقادات بحجة أن ما أنشره غير مترابط. فقررت أن أحدد اتجاهي بشكل أكثر وضوحاً؛ فأنا أريد أن أصبح مقدمة فعاليات كبرى، ملهمة في كل ما أقوم به قادرة على حمل رسالة انسانية. فاجتهدت لجعل صفحتي enjykiwan@ مرآة حقيقية عن المرأة العصرية؛ زوجة وأم لديها مهنة وهوايات تمارسها، قادرة أن تعيش حياة عائلية سعيدة ترافق أولادها إلى المدرسة تحضر الطعام تتابع دروسهم. هذا أنا من دون ابتذال ولا ثرثرة.
حاولت قدر المستطاع الابتعاد عن المقارنة بين ما أشارك به المتابعين وما تقوم به غيري من الناشطات أيضاً على منابر وسائل التواصل الاجتماعي. ركزت على الهدف الذي حددته لنفسي، فتابعت دروساً في تقديم البرامج والأداء ومخاطبة الجمهور لتحسين أدائي وتطوير عملي. فقد كنت قد بدأت أتلقى عروضاً لتقديم فعاليات في مناسبات وأماكن مختلفة، بداية لم تكن كبيرة ومهمة كما رغبت، لكنني كنت مصرة على صعود السلم خطوة خطوة بثقة وثبات.
توالت العروض وكبرت، اصبحت مقدمة برامج في تلفزيون أبوظبي. ونزعت صفة "الخاصة" عن صفحتي على الإنستغرام لأن العلامات التجارية إجمالاً ترغب بأن تسوق للفعاليات التي تنتدبني لإدارتها وتقديمها ولمنتجاتها عبر صفحتي التي فاق عدد المتابعين لها الحادي والعشرين ألفاً. ترافقت هذه الخطوة مع تأسيس صفحتي الخاصة على شبكة الإنترنت www.enjykiwan.com أنشر فيها مقتطفات وصوراً وأفلاماً قصيرة من عملي مع علامات تجارية وشركات ومؤسسات.
أصبحت واحدة من السيدات الملهمات المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي فتح أمامي ابواب منظمات انسانية عالمية من بينها "اليونيسف" التي شاركت في حملتها الخاصة لشهر رمضان لجمع التبرعات، ورافقتهم إلى أحد مخيمات اللاجئين ضمن حملة هدفت إلى لفت أنظار العالم لمآسي اللجوء وفقدان المأوى. ثم دعيت إلى ماربيا حيث قدمت حفلاً خاصاً بالمنظمة. كما تعاونت مع الهلال الأحمر الدولي في عدد من الحملات.
ألقى هذا النشاط على عاتقي مسؤوليات كبيرة، وأصبحت أفكر جيداً بكل عمل أو نشاط أو مشاركة أقوم بها. فإذا أردتِ أن تقومي بتغيير حقيقي في العالم عليكِ ان تتحلي بالمسؤولية والصبر وتبتعدي قد المستطاع عن الإسفاف. انطلاقاً من هذا أعمل على تحضير برنامج باسم Elevate with Enjy يسلط الضوء على نساء ملهمات لديهن قصص وتجارب يرغبون بمشاركتها مع غيرهم سيبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا البرنامج المرتقب وكل ما تمكنت من إنجازه حتى اليوم ما هو إلا جزء صغير من حلم متواصل. أرغب أن أكون مثالاً جيداً لأبنائي، أغرس فيهم الرحمة والعطف وأهمية السعي دائماً لتحسين المجتمع الذي يعيشون فيه. أن يكونوا مسؤولين في خياراتهم، مدركين أن ثمة هناك أطفالاً وأناساً في العالم أقل حظاً منهم.
وأرغب أن أكون مثالاً جيداً للنساء القادرات على السعي وراء أحلامهن وتحقيقها لأنهن قادرات متمكنات".