خالد الملا جامع ساعات مُبتَكِر

خالد الملا يعرض مجموعة من ساعاته المميزة خلال زيارته لمكاتب
ساعة ZINVO Group63
Phenomen Axiom Race Carbon Group63
SEVENFRIDAY Group63


يجمع خالد الملا بالرقم 63 بين الشغف بالسيارات الرياضية والساعات القوية. فهذا الرقم مرفق بطراز AMG 63 من Mercedes أول سيارة اشتراها خالد الملا من ماله الخاص،  الرقم الذي يوقع به خالد الملا، مؤسس نادي "مجموعة 63" (Group63) كل المشاريع والفعاليات التي ينظمها.
يقع مقر Group 63 أكبر نادي سيارات في العالم، ويضم نحو 198 ألفاً من أصحاب السيارات السوبر رياضية يتوزعون في 25 دولة حول العالم، في الطبقة 63 في برج خليفة. من هناك ينظم ويدير الشاب الإماراتي الطموح النادي. وقد شاركت المجموعة أخيراً في معرض دبي الدولي للسيارات 2019 حيث عرضت في جناحها الخاص 23 سيارة رياضية استثنائية Hypercars فاقت قيمتها 200 مليون دولار أمريكي!
بدأ حب خالد الملا بالساعات عام 2002، من خلال الساعات التقليدية التي تجذب غالبية الشباب مثل Rolex Submariner Green وPanerai. يصف تلك الفترة بأنها لم تكن جدّية لأن اختياراته كانت عفوية تعتمد على اسم الساعة، وشكلها فقط. تغير الأمر بين عامي 2008 و2009 بشكل جذري مع تأسيسه "مجموعة 63" وتعرفه وتواصله مع أعضاء النادي والنقاشات وتبادل المعلومات. فانكب على البحث واكتشاف كل ما يتعلق بمحركات الساعات الميكانيكية والمواد التي تصنع منها. وسرعان ما اكتشف العلاقة القوية التي تربط الساعة بعالم السيارات الفارهة الرياضية فتحول إلى جامع ساعات محترف وذات أسلوب خاص!
تضم مجموعة ساعات خالد الملا 15 ساعة بينها 10 ساعات ذات إصدار محدود خاصة بــ"مجموعة 63" تحمل الرقم 0. تصدر "مجموعة 63" كل سنة ساعة بالتعاون مع شركة عالمية تباع حصرياً لأعضاء النادي من دون غيرهم. ينحصر عدد كل إصدار بـ63 قطعة مرقمة من 0 إلى 63. تتميز هذه الإصدارات بتصميمها الرياضي القوي وابتعادها كلياً عن المفاهيم الكلاسيكية التقليدية الخاصة بالساعات الميكانيكية واحتوائها على ألياف الكاربون المستخدمة بكثرة في صناعة السيارات إضافة إلى مواد أخرى مثل الألومينيوم على سبيل المثال و"الفايبر غلاس".
يروي خالد الملا أن المصادفة قادته عام 2009 للتعرف إلى مؤسس علامة Seven Friday التي كانت تتمتع بـحضور قوي على شبكة الإنترنت. فخطرت في باله فكرة تصميم ساعه ترتبط بخطوط وميزات محددة بعالم السيارات. وكانت النتيجة ساعة تحمل شعار "مجموعة 63" وألوان شعار النادي الأسود والأحمر بنسخ محدودة تضم فقط 63 ساعه. بيعت جميعها لأعضاء في النادي خلال أسبوعين فقط.
بعدها بدأ خالد العمل على خطة ترمي إلى تقديم إصدار سنوي محدود بـ63 ساعة كل سنة بالتعاون مع علامات تجارية محددة قادرة على تلبية المواصفات التي تشير إلى النادي. وهنا يلفت خالد إلى ساعة Group 63 Zenvo التي صنعت خصيصاً بالنادي واستعمل فيها الصانع أجزاء من قطع سيارة حقيقية Zenvo الرياضية الشهيرة. ومن الإصدارات الحصرية بالنادي ساعة HALDA بمحرك Zenith يحتوي على أول تقنية تربط الساعة حيوياً بالسيارة أثناء السباق.
أما أكثر الإصدارات إثارة والأقرب حتى الآن على قلب خالد ساعة من DEVON العلامة التجارية الأمريكية الأولى ذات الحركة بالأربطة مستوحاة من المحركات. وتبدو ساعة Quinting الإصدار الخاص بـــ"مجموعة63" الأقرب إلى الساعات التقليدية كما يصفها خالد وهي تتميز باحتوائها على أول كرونوغراف شفاف في العالم. كما صنعت Roger Dubuis ساعة للنادي وكذلك HYT التي تشير ساعاتها للوقت باستخدام سائل ملون.
يبدي خالد عن شديد إعجابه بصانعي الساعات الفرنسيين، ويرى في الاتجاه الذي يتخذونه إطلالة واقعية على مستقبل الساعات وانعكاساً للتطور التكنولوجي والتقني ولكن بأسلوب هندسي متقن. وقد تعاون مع Phenomen وهي شركة فرنسية صنعت للنادي ساعة بمحرك يدوم 100 يوم، و Dietrichالفرنسية أيضاً التي صنعت ساعة تكشف عن محرك أمامي لعام 2020. ويجري العمل مع MW&CO وهو أيضاً صانع فرنسي من أجل طراز خاص بعام 2021 تتميز بدمج جهاز استيعاب الصدمات في بناء الساعة.
وكشف خالد عن تعاون مع Richard Mille لإنتاج ساعة النادي عام 2021. وكذلك أبدى اهتمام كبير بطرازات MB&F التي لم يثمر التواصل معها قبل سنتين إلى تعاون كما كان يتمنى.
ورداً على سؤال حول كيفية اختيار الشركة والساعة، أوضح خالد أن الأمر يرتبط دائماً بنتائج دراسة استبيانية سنوية يجريها فريق عمله وبناءعلى النتائج يتم تحديد الاتجاه. وأوضح أن أعضاء النادي في الإمارات والعالم يتلقون رسالة مع رابط يتضمن كل المعلومات المتعلقة بالإصدار الجديد يقوم العضو على إثره بحجز نسخة على أساس "من سبق لبق" مع بعض الاستثناءات فثمة أعضاء يشترون رقماً معيناً من الإصدار يمنحون الأولية.
نسأل خالد الذي زار مكاتب مجلة "الساعات والمجوهرات العربية" ومعه مجموعة من ساعاته الخاصة عن سبب اختياره هذه الفئة من الساعات، فقال:
"أنا أبحث عن الغريب والمجهول. أشعر بالاعتزاز عندما يسألني أحدهم ما هي الساعة حول معصمي وعن كيفية قراة الوقت فيها وكيف تعمل. استمتع برواية القصة خلف الساعة. وبصراحة أنا لا اشتري ساعة لا قصة شيقة لها!"
• هل تشتري الساعات هذه للاستثمار؟
أنا أشتري الساعة والسيارة لاستمتع بهما وليس للاستثمار. فالشعور بالسعادة بساعة أو سيارة مميزة لا يقدر بثمن.
• هل هناك في عائلتك من يشاركك هذا الشغف بالساعات المميزة؟
يوجد ولكن ليس بهذا التعمق.
• ما أثمن ساعاتك؟ وكم دفعت مقابلها؟
DEVON Group63 دفعت مقابلها 35 ألف دولار. فقد تم حجز جميع الساعات بعد الكشف عن صورتها التخيلية فقط.
• هل تذكر أول ساعة اشتريتها؟
نعم كانت Rolex Milgauss، كانت تلفت انتباهي بشكل كبير في كل مره أنظر إليها.
• هل تجمع أشياء أخرى؟
بشكل عام أنا أجمع 3 أشياء رئيسة أولها السيارات النادرة ثم الساعات سواءً كانت من ضمن "مجموعة 63" أو من خارجها، وثالثها مجسمات السيارات محدودة الإصدار. فكل مجسم مطابق لفئة السيارات المشاركة بفعالية من "مجموعة 63" وموقعة من كل الملاك المشاركين. تعرض مجسمات هذه السيارات التي يفوق عددها 300 مجسم في مقر "مجموعة 63" وتمثل إنجازاتي وذكرياتي خلال تنظيمي لهذه فعاليات ومشاركتي فيها.
• برأيك ما أهم الشروط الواجب توفرها لتكون صانع ساعات محترف وجدي؟
بشكل عام أفضل الساعة ذات الإصدار المحدود وبسعر مغري. تخيلي لو كانت ساعة Audemars Piguet Royal Oak وهي تملك خصائص لا توجد في أي ساعة أخرى، محدودة الإصدار بـ200 نسخة فقط في السنة!
برأيي أن الصانع الجدي يجب أن يكون مختلفاً ويخترع أساليب جديدة لقراءة الوقت مثل MB&F وURWERK. بغض النظر عن مكونات الساعات ووزنها يأخذ غالبية المصنعين الخصائص من قائمة الخصائص المعروفة للسنوات الـ20 الأخيرة ويقدمون ساعة جديدة بالاختيارات عينها. برأيي التكرار في تزايد، ولكن الإبداع والابتكار في تراجع.
• ما الأشياء التي يجب على جامع الساعات تفاديها؟
تفادي وضعها في أماكن حساسة وإهمال صيانتها الدورية ومراجعة الوكيل إذا ما لاحظ أن ثمة شيئاً غريباً فيها.
• برأيك في أي اتجاه تسير صناعة الساعات؟
باعتقادي 75% من الشركات هدفها تقديم ساعة عالية الجودة فقط لاغير، و20% تبحث عن طبقة من جامعي الساعات، يرغبون بخصائص خرافية ومكونات جديدة، بينما 5% فقط يبحثون عن إنجاز تاريخي يحدث فرقاً في مسيرة هذه الصناعة.
• هل تفكر وتسأل عن خدمات ما بعد البيع الذي توفرها الشركة المصنعة؟
بالتأكيد وغالباً ما أشتري أحزمة ساعات إضافية مماثلة لتلك المستعملة لاستبدلها في حال تلفها من دون عناء.