اللوفر أبوظبي يفتتح أول معارضه في عام 2024 وفان كليف أند أربلز الشريك اللامع في المكان والزمان

02 Apr, 2024

إنطلاقاً من مكانته باعتباره إحدى المؤسسات الثقافية الرائدة في المنطقة، سجّل متحف اللوفر أبوظبي خطوة بارزة بافتتاحه أول معرض له خلال هذا العام والذي يحمل اسم: "من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحكم". يتميّز المعرض بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا، وبدعم سخيّ من دار المجوهرات الراقية "فان كليف أند آربلز". كما تُعرَض خلاله مجموعة رائعة من القصص القديمة والحكايات الرمزيّة المصورة، حيث يمكن للزوّار الاستمتاع برحلة فريدة عبر الزمن.


يستضيف المعرض، الذي يستمر حتى 21 يوليو المقبل 2024، أكثر من 132 عملاً فنياً، كما يضم مجموعة منتقاة من المخطوطات النادرة واللوحات والأعمال الفنية المعاصرة وغير ذلك الكثير، ليميط بذلك اللثام عن مجموعة من الحكايات الخالدة التي تتجلّى فيها مفاهيم الصداقة، والولاء، والدهاء، والجوانب الأخلاقية، كما تم تجسيدها من خلال مجموعة من الحيوانات التي مُنحت صفات بشرية في سياق تلك الحكايات. 


وعلاوة عمّا يتمتّع به المتحف والمعرض من أهمّية وقيمة، إلا أن دعم دار فان كليف أند آربلز زاده تألقاً وأناقة مثلما تُضفي أي جوهرة رونقها على قطعة من المشغولات الثمينة. ومعلوم أن دار فان كليف أند آربلز التي تأسست في ساحة فاندوم في باريس في العام 1906، في أعقاب زواج إستيل آربلز بألفريد فان كليف عام 1895، ترسّخت سمعتها على مر العقود في جميع أنحاء العالم بفضل التميُّز والإبداع اللذين ميّزا دار المجوهرات الراقية وصناعة الساعات. 


فمن خلال مزيج يدمج ما بين الإبداع والشِّعر، تتبنّى دار فان كليف أند آربلز أسلوباً مميزاً للغاية أنتج العديد من الأعمال المتميزة والتي تضم: تقنية "ميستري ست"، وحقيبة "مينوديير" الراقية، وعقد "زيب" القابل للتحويل، وزخرفة "ألامبرا". إن اختيارها للأحجار الكريمة التي تستقرّ في المشاعر، إلى جانب التميُّز والبراعة الحرفية اللذين يتمتع بهما حرفيّوها الموهوبون، قد أثمرَ مجموعاتٍ رائعة من المجوهرات والساعات. وهو ما جعل الدار تفتح الباب واسعاً إلى عالم خالد من الجمال والتناغم، سواءٌ أكانت إبداعاتها مستوحاةً من الطبيعة، أو الأزياء الراقية، أو من أجواء الرقص، أو من عوالم الخيال.

في هذا الإطار جاء التعاون بين دار فان كليف أند آربلز والمكتبة الوطنية الفرنسية مع متحف اللوفر أبو ظبي حيث تُعرَف الحكايات الرمزيّة بأنها أحد أنواع الأعمال الأدبية التي تتكون من قصص قصيرة تدور حول مجموعة من الحيوانات أو الأدوات غير الحيّة التي تمتلك صفات بشرية، وغالباً ما يكون الهدف من تلك الحكايات هو تعليم القرّاء دروساً أخلاقية، وتعريفهم بالسلوكيات البشرية من خلال تصرفات شخصيات تلك الحكايات وما يجري بينها من تفاعلات. ومن الجدير بالذكر أن هذه الحكايات الرمزيّة قد توارثتها الأجيال، حيث توجد الحكايات الرمزية في العديد من الثقافات حول العالم، إذ تعتبر وسيلة للترفيه وكذلك وسيلة لتعليم القرّاء بعض الحكم والقيم.


ويستكشف المعرض أصول هذا النوع من الأعمال الأدبية في كل من الهند واليونان، متتبعاً بذلك مراحل تطوره من خلال إسهامات شخصيتَين بارزتَين في هذا المجال، وهما: ابن المقفع في العالم العربي الإسلامي، وإيسوب في العالم اليوناني الروماني. ومن خلال هذا المعرض، سيكتشف الزوّار كيف ساهمت الترجمة العربية لابن المقفع بشكل جوهري في الترجمات التي تلتها، مثل النسختَين الفارسية والفرنسية اللتَين اعتمد عليهما جون دي لافونتين في ترجماته. ويُعرف لافونتين على نطاق واسع بأنه إحد أبرز الشخصيات الأدبية في التاريخ الفرنسي، وقد تركت أعماله المتميزة أثراً باقياً، ولا زالت تحظى بإشادة كبيرة حتى يومنا هذا بفضل جاذبيتها وحكمتها الخالدة.


ونظراً إلى أنّ تناقل وتوارث هذه المهارة الحرفية الاستثنائية، التي غالباً ما تكون غير معروفة لعامة الناس، كان دائماً في صميم قيم الدار، فقد قرَّرت دار فان كليف أند آربلز في العام 2012 أن تنشئ كياناً فريداً من نوعه في العالم: "ليكول، مدرسة فنون صياغة المجوهرات"، وحددت لها هدفاً يتمثّل في مشاركة ثقافة صياغة المجوهرات مع أكبر عدد ممكن من الجمهور، من خلال الدورات التدريبية، والندوات، والمعارض، والكتب.