كان العام 2024 عام Piaget بامتياز. فهي احتفلت به بكل ما للكلمة من معاني الروعة والعاطفة الإبتهاج. وهي تشاركت ذكرى 150 عامًا على تأسيسها مع عاشقي العلامة ومعتنقي الرقي وهواة الجمع المحترفين. وقد وصف بنيامين كومار، الرئيس التنفيذي لدار بياجية، ذكرى التأسيس بقوله: "كان عامًا خاصًّا وعاطفيًّا للغاية أتاح لنا تسليط الضوء على بعض أهمّ ركائزنا، وخبرتنا، وتميّزنا في هذا المجال. والعام الحالي سيحمل أيضًا مفاجأة خاصّة جدًّا... شيء متأرجح بين الماضي والحاضر، شيء جديد"!
تحتفي دار Piaget اليوم بإنجاز عظيم، ذكرى 150 عامًا على تأسيسها. كيف تنظر إلى أهميّة هذا الاحتفال بالنسبة إلى إرث العلامة التجارية ومستقبلها؟
كانت محطّة فارقة للدّار فعلًا؛ وفي الحقيقة، من الصعب استيعاب أنّنا على وشك أن نودّع العام. فقد كان عامًا خاصًّا وعاطفيًّا للغاية شعرنا فيه بترابطٍ مع جذور وعائلة Piaget أكثر من أي وقت مضى. عامٌ أتاح لنا تسليط الضوء على بعض أهمّ ركائزنا، وخبرتنا، وتميّزنا في هذا المجال.
ترجمت الفعالية التي أقيمت في أبو ظبي لحظة مهمّة في احتفالات الدّار بالذكرى السنوية. ما الذي ألهمكم لاختيار أبو ظبي موقعًا لهذا الحدث، وما هو الدور الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في استراتيجية Piaget العالمية؟
لطالما كان الشرق الأوسط عزيزًا على قلب الدّار، آنذاك والآن. وبين الماضي والحاضر، استطاعت المنطقة أن تبسط جناحيها فحلّقت أبو ظبي بهويّة مميّزة للغاية بالمقارنة مع دبي، والدوحة، والرياض. لقد شعرنا بفخر كبير لشراكتنا مع "مكتب أبو ظبي للاستثمار" وعرض تجربتنا، وخبرتنا، وقصصنا تحت سماء أبو ظبي. ورغم أنّه سبق وقدّمنا جزءًا من هذا الحدث في باريس وفي شنغهاي، إلّا أنّ الأمر بدا جديدًا تمامًا هنا، في الهواء الطلق. كانت فعلًا تجربة سبّاقة وفريدة من نوعها.
ترافق الحدث بمزيج فريد من الفخامة، والحرفيّة، والاحتفال الثقافي. كيف نجحتم في خلق تجربة يتردّد صداها في السوق المحلية وتعكس في الوقت نفسه تراث Piaget؟
إنّ الأمر أسهل بكثير ممّا يبدو. والسبب يعود لكوننا نضع كامل ثقتنا في فرق العمل المحليّة، وفي شركائنا، فضلًا عن أنّ الإمارة مشبّعة بالثقافة ما يجعلها تشعل على الفور أفكارًا جديدة. لا بل أكثر من ذلك حتّى.
ارتبط اسم Piaget دائمًا بالأناقة والابتكار. ما هي المجموعات الجديدة أو الإصدارات الخاصّة التي كُشف عنها خلال فعاليّة أبو ظبي، وكيف عكست تطوّر العلامة التجارية على مدار الـ 150 عامًا الماضية؟
عرضنا بعضًا من أهمّ إنجازاتنا لهذا العام، منها إعادة إحياء ساعة Piaget Polo 79 أو التوربيون الأرفع في العالم؛ كما كشفت الدار عن مجموعة المجوهرات الفاخرة الحالية Essence of Extraleganza تكريمًا للذكرى السنوية الـ 150 لتأسيسها. وقد تصوّرت ستيفاني سيفريار، المديرة الفنيّة لصناعة المجوهرات والساعات، المجموعة المكوّنة من 100 قطعة تقريبًا بالكامل، غير أنّ بعض القطع انبثقت من ورش العمل في الوقت المحدد لحدث أبو ظبي، منها طقم أقراط الأذن أو سوار قوس قزح الذي اشتُغل على التيتانيوم ونُسّق بعناية مع رئيس قسم الأحجار الكريمة في الدار بغية تحقيق قوس قزح مثالي. وجاء الطقم بمثابة تكريم واضح لقلادة Scarf المرصّعة بالماس التي ابتكرتها العائلة في العام 1984. فالتقى، من جديد، الماضي بالحاضر.
تشتهر Piaget بالجمع بين صناعة الساعات الراقية وحرفيّة المجوهرات. كيف جسّد حدث أبو ظبي هذا المزيج، وكيف يساهم هذا في تشكيل عروض الدّار في كلا المجالَين؟
تميّز المعرض بسلاسة تامّة حيث دخل الحضور إلى عالم Piaget حسب الموضوعات: أوّلًا، من خلال Essence of Extraleganza، التي تؤجّج ببراعتها الإبداع الفنّي، ومن ثمّ الجزء المتعلّق بمجتمع Piaget. وفي كلّ مرّة، اجتمعت القطع القديمة الكلاسيكية والجديدة مع الحرف اليدوية، والمجوهرات، والساعات، في تدفّق مغناطيسي. وكان الأمر في الواقع تصويرًا دقيقًا لما شهدته الدار. فقد تحوّل صانعو الساعات اللامعون إلى صائغين موهوبين. لماذا؟ لأنّ العملاء، الذين انجذبوا لهذه الساعات والمجوهرات الملوّنة، باتوا يطلبون خواتم أو أقراط مطابقة، فنجح الخبراء في تنفيذها باستخدام أدوات الساعات التي بحوزتهم ولكن أيضًا بإرادتهم القويّة. من هنا، وُلد ما هو استثنائي، وانعكس في ما بعد في المعرض.
"ما من حفل زفاف يقام في الشرق الأوسط لا تكون Piaget حاضرة فيه". يعكس هذا البيان مكانة الدار في الشرق الأوسط لدى الأفراد ذوي الثروات العالية. ما هو تعليقكم على هذا التصريح في الماضي، والحاضر، والمستقبل؟
إنّه بيان عظيم بالفعل، يبثّ فينا الفخر والتواضع معًا. وأتمنّى أن يكون هذا صحيحًا وأن يظلّ اسم Piaget مرتبطًا بالذكريات الرائعة والخاصة. برأيي، لا يمكن لتصميم ما أن يلاقي النجاح في حال ربطه بمنطقة معيّنة، أو نوع اجتماعي، أو هدف. فالنجاح ينبع من الأصالة والشغف اللذين نضعهما في القطعة فتجد طريقها إلى الحاضر والمستقبل.
نشهد اليوم تطوّرًا ملحوظًا في سوق السلع الفاخرة. إضافة إلى أنّ مثل هذه الفعاليات تساعد في تشكيل قصة العلامة التجارية. أين ترى Piaget في العقد المقبل وكيف سيكون توجّهها للمستهلكين الشباب المتمرّسين رقميًّا؟
في الواقع، باتت أهميّة الفعاليات التي تنظّمها العلامات التجارية تتزايد أكثر فأكثر إذ أصبحت تجربة العميل (وهو ما ينبغي أن تكون عليه) هدفها الرئيسي. وما يثير الاهتمام هو كيف عزّزت التقنيات الرقمية أو الشبكات الاجتماعية حضور الدار من خلال هذا الجيل الرقمي الجديد، على الرغم من أنّهم لا يزالون يبحثون عن تجربة اللمس، والنظر، واختبار المنتج. من هنا، يبرز دورنا لنكون أكثر مرونة وجهوزيّة، وخلق المزيد من الوعي عبر كلّ الوسائل، غير أنّ التجربة بقيت كما هي ولم تتغيّر. مرّة أخرى، تكمن الفكرة في الارتقاء بمفهوم الدار، وليس تغييره أو تحويله إلى ما ليس هو عليه. فالجيل الجديد ذكيّ ومثقّف، ويتعلّم بسرعة ولا يمكن خداعه.
ما هي توقّعاتكم لمستقبل Piaget من حيث الابتكار، والإبداع، والتوسّع الإقليمي؟
السماء هي الحدود! من الصعب معرفة إلى أين تتّجه الأمور إذ إنّ كلّ شيء ممكن. فقط ترقّبوا لمعرفة المزيد.
تفصلنا بضعة أشهر عن معرض Watches & Wonders المقرّر عقده في جنيف في أبريل 2025. ما الذي يمكن أن نتوقّعه من Piaget في عالم الساعات والمجوهرات؟
توقّعوا اختلافات جديدة رائعة في الابتكارات الأحبّ إلى قلوبكم، لأنّنا سنبقى دائمًا أوفياء للدّار. لكن هذا العام سيحمل أيضًا مفاجأة خاصّة جدًّا... شيء متأرجح بين الماضي والحاضر، شيء جديد. ومع ذلك، كأنّه طالما كان موجودًا...