CZAPEK GENEVE هي ماركة ساعات سويسرية تحمل إسم صانع الساعات البولندي فرانسوا تشابيك الذي أعاد تأسيسها في عام 1845. وفي عام 2011، اجتمع كزافييه دي روكموريل، وهاري جول، وسيباستيان فولونييه، معًا لإحياء CZAPEK. وتم إحياؤها في 21 أكتوبر 2013. وابتكروا النموذج الأول للمجموعة استنادًا إلى تصميم ساعة الجيب تشابيك التي يعود تاريخها إلى خمسينات القرن التاسع عشر. وأطلقت CZAPEK ساعاتها الجديدة رسميًا في عام 2015 لتنال إعجاب النقّاد. كزافييه دي روكموريل Xavier de Roquemaurel الرئيس التنفيذي وأحد المؤسسين الثلاثة لـ CZAPEK يكشف سر الإبداعات وخطط الشركة في هذا الحديثة:
انطلقتم في رحلة لإحياء تراث ساعات CZAPEK منذ حوالى 10 سنوات. كيف تصف هذه المغامرة؟
كانت رحلة حافلة بالتحدّيات، والمشاعر الجيّاشة، والمغامرات، لدرجة أنّني لو أردت وصفها، لاستطعت أن أكتب كتابًا كاملاً! وعندما أتأمّل في هذه الرحلة، فإنّ الكلمات الأولى التي تتبادر إلى ذهني هي «إنجاز مذهل يفوق الإحتمال». فمن المعروف أنّ معظم الشركات الناشئة يكون مصيرها الفشل، لكن، وعلى الرغم من كلّ الصعاب، لم تبق CZAPEK صامدة فحسب، بل أصبحت واحدة من بين أكثر 10 علامات تجارية غير متوقّعة للساعات خلال العقود الماضية. لكنّ نقطة الإنطلاق كانت في الواقع مع Francois Czapek الذي كان حرفيّ ساعات متميّزًا وبارعًا. لذلك، وجب علينا إعادة إحياء هذا الإسم والاعتراف بحرفيّته من قبل الصناعة بأكملها. أمّا نهجه في صناعة الساعات القائم على البحث عن الجمال، فهو لا يزال «نجمنا القطبي»، أي البوصلة التي ترشدنا في كلّ ساعة نبتكرها.
يقال إنّ «الأمر يتطلّب مجتمع». ولم تكن CZAPEK قادرة على تحقيق ما حقّقته لولا مجتمع محبّي الساعات من كافة أنحاء العالم (وهم «الأشخاص الاستثنائيّون») الذين ظهروا بشكل طبيعي في هذه المغامرة المجنونة. ولا يسعني هنا إلّا أن أشكرهم على دعمهم، وثقتهم، وصداقتهم.
باختصار، هي رحلة تعكس قبل أي شيء مغامرة إنسانية. مغامرة ولدت من الرغبة في مشاركة قصّة إنسانية فريدة من نوعها مع عشاق الساعات، قصّة تدفعنا إلى التقدّم بشغف وشجاعة، مدعومين من مجتمع مذهل.
تفتخر CZAPEK بأنّها أوّل شركة لصناعة الساعات الفاخرة أعيد إحياؤها من قبل هواة جمع الساعات على مستوى العالم. كيف ساعد هذا العلامة التجارية على اكتساب شعبيّة بين هذه الفئة بالذات وعشاق الساعات عمومًا؟
يراودنا منذ البداية حلم بمشاركة رحلتنا مع الأشخاص المفتونين بعالم الساعات مثلنا. من هنا، ولدت فكرتنا التي تمثّلت بخلق القيمة من خلال مشاركة القيمة. ومع ذلك، كنّا نملك فقط 15 ألف فرنك سويسري لتمويل المشروع عند تسجيل العلامة التجارية واسم الشركة، فلم يكن أمامنا خيار آخر سوى اللجوء إلى نموذج التمويل الجماعي. وبالفعل، أثبت هذا القرار الذي اتخذناه في أكتوبر 2013 أهميّته الكبرى. بدأت رحلتنا من خلال جولة تمويل العائلة والأصدقاء أو كما يقال بالإنجليزية Family, Friends, & Fools – والمجانين هنا ليسوا مجانين بكلّ معنى الكلمة، هم في الواقع ملائكة الأعمال الذين سيغيّرون قواعد اللعبة!
افتُتحت الجولة بـ 20 مساهمًا، ثمّ أصبح عددنا 120، واليوم وصلنا إلى 222 شخصًا. وسرعان ما تحوّل العديد من المساهمين معنا إلى مستشارين، وسفراء، وأصدقاء، وداعمين للفريق وحتى للرئيس التنفيذي، في مواجهة أكبر التحدّيات... هم فعلاً «السلاح السرّي» لفهم ديناميكيات السوق على أفضل وجه والارتقاء بابتكاراتنا. كما أنّهم ينتمون إلى مختلف الفئات: من الأمراء إلى الرياضيين أو النساء الرياضيات، ومن الفنّانين إلى روّاد الأعمال، ومن هواة الجمع الناشئين إلى الجامعين المتمرّسين. ولا ننسى الفرصة المتاحة لنا في أن يكون Mishal Kanoo صديقًا للعلامة التجارية ومساهمًا، حيث إنّه اليوم عضو في مجلس الإدارة يساهم في نموّ الشركة والحفاظ على معاييرها الاستثنائية في صناعة الساعات ونزاهتها.
في عام 2022، افتتحت الشركة أوّل مرافق تصنيع لها في
La-Chaux-de-fond. هل كانت هذه الخطوة كافية لتلبية الطلب المستمر؟ وهل من خطّة توسّع جديدة تلوح في الأفق؟
وُلدت بعض الشركات الناشئة في مرآب للسيارات، وفي حالتنا، وُلدت CZAPEK في المطبخ وفي العليّة، حيث أنشأت أوّل مكتب صغير لي بمساحة 8 أمتار مربّعة. ثمّ توسّعت الشركة بين عامي 2016 و2018، وافتتحنا أوّل مشغل بمساحة 80 مترًا مربعًا في Le Locle. وفي ظلّ نموّ الشركة أثناء وبعد جائحة الكوفيد، تحتّم علينا الانتقال إلى منشأة جديدة في La-Chaux-de-fond حيث بتنا نشغل الآن مساحة 717 مترًا مربّعًا متاحة لتجميع وتركيب أجمل الساعات التي تحمل توقيعنا. واليوم، لا تضمّ هذه المساحة ماكينات التحكّم الرقمي CNC للتفريز، والتصنيع، والتلميع، والقطع فحسب، بل هي قادرة أيضًا على استيعاب إنتاجاتنا كاملة إذ تحوّلت إلى مصنع مستقلّ تمامًا. وبعد أن كان يعمل لدينا في البداية 3 أشخاص فقط، زاد عددنا إلى 8 و12 شخصًا لنصبح الآن 25 عاملاً ككلّ في الشركة، مع فريق المبيعات والاتصالات في جنيف. وهو ما أظنّ أنّه كافٍ للسنوات الخمس القادمة، خصوصًا وأنّ خططنا الرئيسية تقوم على التقدّم من حيث النوعية والتقنية، وليس الكميّة. فمهمّتنا كانت ولا تزال ابتكار الساعات الجميلة للأشخاص الاستثنائيّين.
مجموعة Quai des Bergues هي أوّل مجموعة يتمّ إطلاقها بعد إحياء العلامة التجارية. كيف يعكس هذا الخط التراث والتصميم الأصلي لعلامة CZAPEK؟
حملت مجموعة Quai des Bergues في عام 2013 العبارة الرمزية «من الماضي إلى الحاضر». وقد استوحينا من نموذج محدّد من تراث Czapek – وهي ساعة الجيب رقم 3430 – وصببنا كلّ تركيزنا عليه لتجنّب تقديم تفسيرات متعدّدة متناقضة حول أسلوب العلامة التجارية. لذلك، تعتبر Quai des Bergues في جوهرها المجموعة الأقرب بتصميمها إلى أسلوب Francois Czapek. حتى أنّنا تخيّلناه شابًّا يعيش معنا، ويجلس بجانبنا، وسألناه: «ما نوع الساعة الحديثة التي ترغب في صنعها؟» ومن خلال اتّباع هذه العملية، نجحنا في فهم أسلوب CZAPEK بشكل أفضل وتمكّنا من تصوّره في المستقبل. بهذه الطريقة أيضًا ولدت المجموعات التالية. بهذا، تكون Quai des Bergues قد لعبت دورًا محوريًّا في إنشاء بصمة جماليّة واضحة تساهم في تطوير مجموعاتنا.
هل ترى أنّ مجموعة Antarctique قد غيّرت قواعد اللعبة في الفترة الجديدة القصيرة لـ CZAPEK؟ وكيف؟
في عام 2016، ومع إعادة تشغيل Czapek & Cie، قمنا ببيع 88 ساعة في السنة الأولى. ثمّ ارتفع العدد إلى 150 في عام 2020، في منتصف أزمة الكوفيد. أمّا في العام الماضي، فقد تمكّنا من إنتاج وتسليم 1000 ساعة حيث جاء 80 % من الإنتاج من مجموعة Antarctique. وكان هذا بمثابة نقطة تحوّل بالنسبة إلى CZAPEK! غير أنّ نجاحها الفعليّ وُلد من الاستماع الدائم لعشاق وجامعي الساعات حول العالم. كنّا قد أدركنا وجود فجوة في السوق بين الشغف العميق بالساعات الفاخرة التي عادة ما تكون أكثر رقّة، و»الساعات اليومية» التي تقتضي على هواة جمع الساعات ارتداءها في أيّام العمل. لذلك، عمدنا إلى ابتكار ساعة رياضية من الصفر تتميز قبل كلّ شيء بعيار الساعات الفاخرة شديد المقاومة. ثم تصوّرنا العلبة باستخدام لغة تصميم Czapek، التي لا علاقة لها بلغة السبعينات، لنصنع أخيرًا سوارًا أضفى بتصميمه عظمة على هاتين التحفتين الرائعتين، فعكس نموذج المستقبل. لا يمكن أن ننكر طبعًا حقيقة أنّ ازدهار القطاع الرياضي لم يكن ذا ضرر، إلّا أن الأصالة الدقيقة لمجموعة Antarctique كانت السفيرة الأفضل له.
تعكس مجموعة Quai des Bergues النسائية التي تتميّز بحركتها اليدوية التعبئة بمخزون حتى 7 أيام خطوة العلامة الأولى باتّجاه عاشقات وهاويات جمع الساعات. هل تنوون إثراء المجموعات النسائية لهذه العلامة التجارية الموجّهة أكثر للرّجال؟
لطالما اتّبعنا نهجًا متفرّدًا في مجال الساعات النسائية، مماثلاً لنهج Francois Czapek في الماضي، وهو ما نخطّط لمواصلته وتعزيزه. ولكن، ما هي ساعة المرأة؟ تهتمّ النساء هاويات الجمع بالماس في مجوهراتهنّ ولكن ليس بالضرورة في ساعاتهنّ. فهنّ يفضّلن أحيانًا تصميمًا أكثر صرامة بحجم يناسب معصمهنّ. أمّا الرجال فيحبّون الألوان! لذا، فإنّ الاختلافات بين أسلوب الرجال وأسلوب النساء أصبحت غير واضحة اليوم. وهذا يعطي الفرصة لنكون أكثر إبداعًا. أطلقنا العام الماضي ميناءً مطوّرًا من مجموعة Antarctique باسم Sashiko، مستوحى من التطريز الياباني وبألوان زاهية. وعندما ابتكرنا ساعة Frozen Star بميناء مصنوع من الأوزميوم، اعتقدنا أنها ستسعد النساء، غير أنّ الرّجال كانوا أوّل من تهافت لشرائها. وسنكشف هذا العام عن مجموعة بحجم 38 ملم موجّهة للجنسين، موانئ ذكورية وأخرى أكثر أنوثة، تاركين القرار لهواة الجمع أنفسهم.
أسابيع قليلة تفصلنا عن معرض «الساعات والعجائب» في جنيف. ما الذي يمكن توقّعه من CZAPEK في هذا الحدث؟
ستبدأ حمى معرض «الساعات والعجائب» بنسخة ذهبية كاملة من مجموعة Antarctique تحمل اسم Mount Erebus، نسبة إلى بركان في القارة القطبية الجنوبية يحتوي ضمن عناصره على الذهب. ثمّ ستتبعها خمسة نماذج مختلفة من مجموعتنا الجديدة Promenade، والتي نأمل أن تمثّل مستقبل صناعة الساعات الفاخرة وتخاطب أكبر عدد من عشاق صناعة الساعات الراقية. من المؤكّد أنّ الأفضل سوف يجتمع في طراز Quai des Bergues الكلاسيكي الجديد فيما تعيد اللمسة الرياضية في Antarctique تعريف صناعة الساعات الفاخرة الحديثة القائمة على الأناقة، والأشكال، والألوان.
ما مدى أهميّة سوق الشرق الأوسط للعلامة التجارية CZAPEK وما هي النصيحة التي يمكن أن تقدّمها عند التخطيط للتوسّع الجغرافي في هذه المنطقة؟
لقد أتيحت لنا الفرصة لعرض أعمالنا في دبي عام 2016 في «معرض صالون الساعات الراقية»، ويمكن أن نقرّ بمستوى الخبرة التي يتمتّع بها هواة جمع الساعات في المنطقة. وهناك، اكتسبنا الأصدقاء، وأصبح بعضهم، مثل مجوهرات منصور، الوكيل الرسمي لنا في دبي وقريبًا جدًّا في أبو ظبي. ومنذ ذلك الحين نعزّز حضورنا في البحرين، وفي المملكة العربية السعودية في الرياض. ومن المنطقي جدًّا أن تكون قطر هي الخطوة التالية... إن شاء الله!