ساعات مرصّعَة بأحجار ثمينة

Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches
Jewelled Watches


منذ اليوم الذي اكتشف فيه الإنسان أول حجر كريم، نشأت علاقة حب أبدي بينه وبين الجواهر. والأحجار الكريمة التي تقدمها الطبيعة لنا سواء من الأرض أو البحر تعكس الرغبة والقوة. إنها روائع تجتذب الرجال والنساء على حدٍّ سواء، إذ يعملون على تزيين أنفسهم بأجمل الأحجار وأروعها في قلادات وخواتم وأساور وأقراط. غير أنه لربما كانت الساعات المرصعة بهذه الأحجار تعكس مفهوم الأبدية، إذ إنها تحكي حكاية الوقت بحق.

في الواقع، يتم الإحتفاظ بأثمن الأحجار الموجودة على الأرض مثل الياقوت والصفير والزمرد لصناعة الساعات الراقية. وعلى مر التاريخ، كانت هذه الأحجار الثلاثة، إلى جانب الألماس، أروع الأحجار، وقد رافقها الكثير من القصص والمعتقدات.

تاريخياً، كان يسود الإعتقاد بأن للأحجار الكريمة قوى روحية، تتراوح بحسب الحجر، وكان يرتديها النـــــاس كتمائم لحمايتهم أو مساعدتهم. وسواء أكان مصدر الياقوت أو الزمرد أو الصفير قلب الأرض أو أعماق البحار، لكل حجر من هذه الأحجار خصائصه وميزاته. وتأتي في العادة ألوان الأحجار الخلابة نتيجة شوائب داخل كل معدن ما يصبغ الحجرَ باللون الأزرق الغني أو الأحمر الدموي أو الأخضر النابض بالحياة.

إعتقدَ أسلافنا بأن الصفير موجود باللون الأزرق فقط. وكان يُشار إلى هذا الحجر أحياناً بالحجر الكريم السماوي بسبب تدرجات اللون الأزرق فيه، وكان يَنظر إليه الفرس كرمز للحقيقة والصدق والتقليد. واعتُبِر الصفير على مرّ التاريخ أحد أكثر الأحجار الكريمة قدسية، فتزينت به العائلات المالكة والقادة الدينيون. وغالباً ما كان الكهنة يرتدون اللون الأزرق للدلالة على وحدانيتهم مع السماء والجنّة، وكانت خواتم الأساقفة مرصّعة بالصفير للإشارة إلى الوحدة مع الجنّة. وفي بعض الحضارات، كان يسود الإعتقاد بأن للصفير قوى كبيرة تتضمن القدرة على الحماية من السّم والأرواح الشرّيرة.

في أواخر القرن التاسع عشر، أظهرت دراسات المعادن أن للصفير تدرجات ألوان أخرى غير الأزرق. في الواقع، يتألف الصفير من كل ألوان عائلة الكوروند (باستثناء اللون الياقوتي). لكن اللون الأزرق، كما ورد، هو اللون الأبرز إذ يحمل أكبر قيمة وشعبية. ويتوفر الصفير الزهري والبرتقالي والأخضر والأصفر والبنفسجي وغيرها من تدرجات الألوان الخلابة بدرجات ندرة مختلفة. ويعود اللون الأزرق لوجود حديد وتيتانيوم في الحجر، واللون البنفسجي لوجود فاناديوم، في حين أن الأحجار الخضراء والصفراء تحتوي على بعض من الحديد، والصفير الزهري يضم القليل من الكروم.

يتوفر الصفير في الطبيعة أكثر من الياقوت أو الزمرد، لكنّه لا يزال نادر الوجود. ونجده في رواسب الطمي في سريلانكا وكاشمير وتايلاند وأستراليا وبورما وأيضاً في نيجيريا وكينيا وتنزانيا والصين والولايات المتحدة الأميركية. وغالبًا ما يتم استخراج الصفير يدوياً. وهو يأتي في العادة بحجم يصل إلى قيراطين، لكن يمكن العثور على أحجار يتراوح حجمها ما بين 5 و15 قيراطاً.

على غرار الصفير، يشكل الياقوت فرداً من عائلة الكوروند لكن تختلف العناصر الزهيدة الداخلية للحجرين. ويستمد الياقوت لونه الأحمر الغامق من أكسيد الكروم، وتختلف أطياف اللون الأحمر باختلاف كل حجر. ويُعد الياقوت أحد أكثر الأحجار الكريمة متانةً في العالم ولطالما ارتبط هذا الحجر بمفهوم الشغف والحب. وكان أيضاً يسود الاعتقاد بأنه قادرٌ على حماية المرء من الإغراء وعلى تهدئة غضب الناس. ويعود رمز الحب هذا إلى الثقافات القديمة حيث كان الناس يعتقدون بأن الياقوت هو قلب النيران الدائمة التأجج. ومنذ العصور الوسطى وحتى اليوم، اعتُبر الياقوت على الخوذات وتيجان الملوك رمزاً للشجاعة بلونه الأحمر الداكن.

نجد الياقوت نموذجيًا في رواسب الطمي. وبسبب متانته ووزنه، يمكن فصله مع معادن أخرى عن حصى الأنهار. وتتراوح ألوان الياقوت ما بين الأحمر الناري والأحمر المزرق والأحمر الأرجواني والأحمر البرتقالي. ويتم في الغالب استخراج الياقوت في جنوب شرق آسيا. وفي حين تنتج تايلاند وميانمار (بورما) الكميات الأكبر، نجد رواسب من هذا الحجر الملك في سريلانكا وأيضًا في أفريقيا.

وفي حين أن أزرق الصفير يعكس الجنّة وأحمر الياقوت يعكس النار، يرمز أخضر الزمرد إلى الحياة والولادة الجديدة والشباب. وتنافس ألوانه الخضراء الفاتنة بامتياز أجمل خضار موجود في الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، كان يسود الاعتقاد في الحضارات القديمة بأنه يمكن للزمرد أن يعطي مقتنيه القدرة على رؤية المستقبل كما كان يُعتبر كتميمة لجلب الحظ الجيد.

بحث المصريون القدماء عن الزمرد منذ حوالى 4000 سنة وكانت كليوباترا معروفة بافتتانها بهذا الحجر الكريم فكانت تجمع منه قدر ما تستطيع. وتم اكتشاف الزمرد أيضًا في أميركا الجنوبية من قبل المستكشفين الإسبان في القرن السادس عشر‏. أما اليوم، فيتم استخراج الزمرد بشكل رئيسي في كولومبيا والبرازيل وزامبيا. ويشمل هذا الحجر الثمين مفاهيم عدة ويُشار إليه غالبًا بـ«الحديقة».‏

يكتسب هذا البيريل الأخضر، الزمرد، لونه الفاتن من الفاناديوم الموجود فيه ويتراوح لونه ما بين الأخضر المصفر الشاحب والأخضر النابض بالحياة والأخضر المزرق. ويتم استخراج الزمرد من الصخور الصلدة حيث ينمو في عروق صغيرة أو على جدران فيها شقوق.‏

الندرة والوقت

بسبب ندرة هذه الأحجار الكريمة الثلاثة الرائعة ونفقات استخراجها، فإنها تُستخدَم في أرقى الساعات فقط. ويتم تقطيها على شكل مربع أو مستدير. وتتألف الساعات الاستثنائية بحق مع الأساور المنحوتة على شكل حيوانات أو زهور، من مجموعة من أرقى التقطيعات مثل تقطيع المركيزيت والزمردي والبرنسيس وغيرها.

يعود أول استخدام لهذه الأحجار الكريمة في ساعات اليد إلى بدايات القرن العشرين عندما زينت قصات كابوشون (الأحجار المستديرة) إطارات الساعات. وخلال عصر الفن الحديث وعصر آرت ديكو، جسّدت هذه الأحجار جمال الطبيعة. صمّم فاشرون كونستانتين ساعة على شكل سوار للسيدات وزينها بالياقوت. وبدأ بياجيه باستخدام أحجار الياقوت وصمم إطارات ساعات خلابة على شكل قلب، تحيط بها حبوب اللؤلؤ والياقوت، حتى إنه استخدم شرابة من الياقوت بين الإطار والسوار. في الواقع، تميّز كل من بياجيه وكارتييه بتصميم أجمل الساعات التي تشبه بعض الأشكال الهندسية أو بعض الأشكال المستوحاة من الطبيعة.

اليوم، غالبًا ما تُستخدَم هذه الأحجار الكريمة الثمينة، عند قصها وتزيين الساعات الفاخرة بها، مع حبوب الألماس (حيث يعكس تباين لونها مع الألماس غير الملوّن جمالاً باهراً)، كما تُستخدَم لترصيع الخواتم أو لتزيين الإطارات. وقد زيّن أرقى المصممون، مثل جيجر لوكولتر وكارتييه وشانيل وكونكورد وكوروم وبياجيه وغيرهم، ساعاتهم بهذه الأحجار الكريمة الفاتنة حتى إن البعض منهم استخدم الياقوت لأقراص الساعات. كما زيّنت «قصات» كابوشون من الياقوت والزمرد والصفير تيجان الساعات الفاخرة.

تعكس التصاميم التي تستخدم هذه الأحجار الجميلة في العادة صورة دراماتيكية، وهذه الأحجار متميزة وفريدة بهندستها الطبيعية. وقد صمم جيجر لوكولتر ساعة فاخرة مع قرص على جانب واحد وغطاها بمئات أحجار الياقوت فاكتسبت شكلاً لا يُقاوَم. وغالبًا ما كانت هذه الماركة تَستخدم أرقى الأحجار.

بالإضافة إلى تصميم الساعات بأشكال هندسية من الياقوت أو الصفير أو الزمرد، يستخدم بعض أهم صانعي الساعات في العالم هذه الأحجار لمحاكاة أشكال موجودة في الطبيعة. فصمم دار فان كليف أند أربلز زهرة خشخاش ضمت أكثر من 100 حجر ياقوت ذات أشكال مربعة. ودار بوشرون جمع ما بين أرقى الأحجار الكريمة وأجمل الأحجار شبه الكريمة لتمثيل أشكال عصافير أجنحتها مرصعة بهذه الأحجار الملونة.

أما مؤخراً، فقد أصدرت دار فان كليف أند آربلز ساعة ماكيس Makis الفاخرة التي تعرض أشكال حيوانات وزهور مصنوعة من حبوب الألماس والياقوت والصفير والزمرد لتعكس أجمل التصاميم في تاريخ الساعات. واستخدمت دار شوبارد الياقوت لساعة البومة الفاخرة الخاصة بها، فاستخدمت هذه الأحجار بأحجام متدرجة لتشكيل عينَيْ البومة (قرصَي الساعة لمنطقتين زمنيتين مختلفتين). كذلك، استخدمت دار كارتييه هذه الأحجار الثمينة لتصاميم الفهد الخاصة به وغيرها من تصاميم الساعات الرائعة التي تحاكي أشكال الطبيعة.

تتمثل أبرز الصعاب التي تواجه صنع ساعة من الياقوت أو الزمرد أو الصفير في جمع أحجار من نفس اللون والحجم. كما أن جمع الكمية المتطابقة الخصائص والمطلوبة لإنشاء ساعة واحدة قد يستغرق أشهرًا وحتى أعوامًا. بالتالي، تشكِّل هذه الساعات قطعًا فنية فريدة ومتميزة، لا مثيل لها.

روائع الأحجار الملونة

إن تسمية «شبه كريمة» التي تُطلَق على العديد من أجمل الأحجار الملونة، ما هي إلا تسمية خاطئة. فالتلميح إلى أن روائع الأرض هذه التي تسلب الألباب هي شبه أو نصف كريمة، يشكل إهانةً لقيمة هذه الأحجار وتشويهًا لحقيقتها. 

صحيح أنها أقل ندرة من غيرها من الأحجار الكريمة مثل الياقوت والزمرد والصفير، لكن يمكن أن توصَف بأي شيء ما عدا «شبه» كريمة؛ فهي أحجار خلابة، أشكالها رائعة وألوانها زاهية تخطف الأنفاس والقلب والعقل والحواس. 

من لون شمس الصباح إلى لون قطرات الندى الزرقاء أو ألوان قوس القزح والفراشات، يجتمع الخيال والواقع. وتأتي أحجار الطبيعة بتدرّجات عدة من الألوان الخلابة التي تتراوح ما بين البنفسجي الغامق والزهري المائل إلى البنفسجي مثل حجر الجمشت وألوان الأزرق مثل حجر التوباز وأخضر الزبرجد وأصفر السترين والكهرمان وأحمر العقيق والألوان الزهرية الموجودة في التورمالين والكثير غيرها. نعم، إنها تشكيلة أوجدها الخالق لتلقي على كل من يراها بتعويذة تُمَسْمِر العقول. 

إن استخدام هذه الأحجار الملوكية ذات الألوان المتدرجة لتزيين الساعات ظاهرة حديثة نسبيًا لا يتعدى تاريخها العقدين من الزمن. فقبل منتصف التسعينات، لم يكن من السهل جداً ترصيع الساعات بهذه الأحجار من دون تقطيعها أو كسرها أو إلحاق الضرر بها، خاصة الساعات المصنوعة من الفولاذ الصلب. لكن مع تقدّم التكنولوجيا، تطورت أساليب قطع الأحجار ليصبح الترصيع بها عملية أكثر سهولة. غير أنه يبقى من غير الممكن استخدام كل الأحجار الملونة في صناعة الساعات. في بعض الأحيان، يمكن أن يحول سعر الحجر الباهظ دون استخدامه في بعض الساعات المخصصة لميزانيات معينة. 

في العادة، فإن الأحجار الأكثر استخداماً في صناعة الساعات هي أحجار الجمشت والتوباز الأزرق والزبرجد والسترين والعقيق والإسبنيل على الرغم من أن بعض الماركات تستخدم بعض الأحجار الأخرى غير الاعتيادية لخلق ميزة معينة لأقراص الساعات متعددة الألوان. في الواقع، طوّر أرقى صانعي الساعات في العالم اليوم أساليب ترصيع تمزج بذكاء أحجار الطبيعة الرائعة لخلق ألوان أقراص خلابة تعطي للساعة طابعها وسمتها. فعلى سبيل المثال، من أجل خلق تمويه طبيعي من الألوان الخضراء، يتم ترصيع القرص الواحد بتدرجات أخضر الزبرجد وغيرها من الأحجار بدقة فائقة لجاذبية شاملة. والأمر سيان عند محاولة صنع ساعات «مستوحاة من الحيوانات» إذ يستخدم مرصّعو الأحجار ألوان البنّي والبرتقالي والأصفر من أحجار العقيق والسترين والتوباز وغيرها من الأحجار الكريمة لمحاكاة لون النمر أو الفهد. 

إضافة إلى ذلك، يُعتمد اليوم أسلوب ترصيع رائع آخر يُستخدم من خلال مزج الألوان والترصيعات للحصول على شكل هندسي حقيقي. عند ترصيع الأحجار جنبًا إلى جنب بأنماط هندسية، تعكس هذه الأحجار مظهرًا مميزًا غالبًا ما يكون أنثويًا يذكّر بعصر الفن الحديث وعصر «آرت ديكو». وينطبق ذلك بشكل خاص عند مزج الحجر الملوّن بالألماس لصناعة قطع تنطق بالجمال والروعة. غالبًا، في هذه الساعات، يمدّ مرصِّعُ الأحجار النمطَ الهندسي الخاص بالقرص إلى العلبة وحتى إلى السِّوار لتقديم قطعة فنية مرصّعة بالأحجار على نحو كامل. 

بالنسبة لبعض صانعي الساعات الخلّاقين فإن التركيز على الألوان في أقراص الساعات، ما هو إلا خلق مشهد أو تجسيد مثالي للطبيعة. إنهم يستخدمون الأحجار الملونة للأقراص مستوحين سماتها من الزهور أو العصافير أو الحيوانات البرّية أو الحشرات. حتى إن بعض الماركات تستخدم ما يصل إلى 20 لون حجر مختلفًا لإبداع قطعة فنية نهائية. 

إلى جانب ترصيع أقراص الساعات بهذه الأحجار، يعمد بعض صانعي الساعات إلى استخدام هذه الأحجار كزينة على إطارات الساعات وفصوصها. وغالباً ما تكون الأحجار المستخدمة للفصوص مربعة أو مقطعة على شكل زمردي تُرصَّع بطريقة القناة، أو مقصوصة لتلمع على كل الجهات تُرصَّع بطريقة ناتئة وتُثبَّت بأسنان. 

ألوان الزمن

يفتح استخدام الأحجار الكريمة في الساعات آفاق التنوع والاختيار على نحو واسع. ولربما كان الجمشت أكثر الأحجار شيوعًا في عالم الساعات إذ يعطيها المظهر الأكثر حيوية. فالتدرجات البنفسجية الخاصة بهذا الحجر تناسب بشكل كبير إطارات الساعات خاصة عندما يكون سوار الساعة مصنوعًا من جلد بنفسجي متطابق. ويتوفر حجر الجمشت القائم على الكوارتز بكثرة حول العالم. وقد برزت قيمته في بادئ الأمر عند الرومان الذين كانوا يعدّونه تعويذة تبعد القوى الشريرة. وللون الجمشت حظوة كبيرة لدى صانعي الساعات وهو يتوافر بعدة أحجام وأشكال وتدرجات. 

من الألوان الرائعة الأخرى التي تجتذب صناعة الساعات اللون الأزرق المستخرج غالبًا (بعد استخدام الصفير) من التوباز الأزرق والإيوليت. والأمر سيان بالنسبة للون الأصفر الدافئ والجذاب؛ فالسترين، وهو من عائلة الكوارتز أيضًا، يشكل إضافةً محبّذةً للونه الأصفر الليموني وتدرجاته الذهبية. كما يمكن الحصول على اللون الأصفر من خلال استخدام التوباز (كان يُعتَقَد في القديم أن التوباز قادر على إبعاد الشياطين وحماية من يحمله من اللعنات) وأحيانًا العقيق الذي يتوافر بألوان خلابة عدة تتراوح ما بين ألوان البرتقالي والبني مثل السبيسارتاين والهيسونيت، وألوان الأحمر الغامق أو الزهري والبنفسجي حيث يصبح الحجر معروفًا باسم رودولايت. وفي الواقع، يأتي العقيق المتنوع في قوس قزحٍ من الألوان وفقاً للمنطقة التي يُستخرج منها حول العالم. وفي حين أنه يتم استخدام العقيق في المجوهرات منذ اكتشافه الذي يعود إلى ما قبل الميلاد، إلا أن استخدامه في الساعات ظاهرة حديثة للغاية. 

إضافة إلى ذلك، يبرز حجر التورمالين بتدرجات ألوانه الرائعة مثل اللون الأخضر الذي لابد من الوقوف عنده بفضل غناه وروعته وجماله. كما تتوافر أحجار التورمالين باللون البرتقالي وباقة من الألوان الأزرقاء والأحمر والأصفر وغيرها. ولكل من أحجار التورمالين إسم خاص في العادة. فعلى سبيل المثال، كان يُطلق على أحجار التورمالين التي عُثر عليها منذ ثلاثة عقود في شمالي البرازيل في ولاية بارايبا، اسم بارايبا، وقد كانت هذه الأحجار تحتوي على آثار من النحاس كما كانت من ضمن الأحجار الأغلى ثمناً بفضل ألوانها الزهرية المتدرجة من الفاتح إلى الغامق. 

بالانتقال إلى الأحجار الكريمة الملونة إلى مستوى آخر، فإن بعض أرقى ماركات الساعات في العالم تستخدم أحجارًا كريمة تزيينية خاصة يتم قطعها بشكل رقيق جداً لصناعة أقراص ساعات جذابة جميلة. 

وتتضمن هذه الأحجار المالاكيت واللازورد وعين النمر والفيروز والعقيق الأبيض والمرجان واليشب والأونيكس والأوبال. ويعود تاريخ بعض هذه الساعات ذات الأقراص المصنوعة من الأحجار الكريمة إلى خمسة عقود أو أكثر من الزمن إلى الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لكنها لم تلقَ في ذلك الوقت الرواج ذاته الذي تلقاه اليوم. وتتوافر هذه الساعات في العادة بأعداد محدودة، إذ إن قطع الأحجار بشكل رقيق جداً من دون إلحاق الضرر بها عملية بالغة الصعوبة. 

إن ما يجعل الساعات التي تستخدم هذه الأحجار الملونة جذابة جداً غالباً ما يكون إقران هذه الأحجار بأساور ساعات ذات ألوان متطابقة للحصول على مظهر شامل مميز يخطف الأنفاس. تخيّل سوار ساعة أصفر ليمونياً تكمّله أحجار النرجس البري أو ساعة مصنوعة من الجلد البنفسجي الفخم والجمشت الملكي. للأحجار قوة عاطفية يعززها استخدام هذه الألوان بأناقة وكياسة وسلاسة في ساعات يد رائعة مهما اختلفت التدرجات والأزمان.