تييري شتيرن، الرئيس التنفيذي لشركة باتيك فيليب: نصنع التميّز ومتعة النظر إلى الوقت

Patek Phillipe
Patek Phillipe
Patek Phillipe

 

منذ تولّيه رسميًّا منصب الرئيس التنفيذي لعلامة "باتيك فيليب" التجارية في العام 2009، عمل تييري شتيرن كوصيّ على آخر علامة تجارية عائلية سويسرية مستقلة والتي امتلكتها عائلة شتيرن منذ العام 1932، فحرص على المحافظة على استمرارية رؤية المؤسّسَين أنطوان نوربيت دي باتيك وأدريان فيليب. أما النقطة الأهمّ فهي الرابط المشترك بين باتيك فيليب والجزيرة العربية حيث هناك العديد ممن يقدّرون قيمة التميّز. والمهم الآخر لدى ستيرن هو جهده للحفاظ على متعة النظر إلى الوقت... وغير ذلك من متعة الدخول إلى عالم الساعات الخالدة في الحديث التالي اثناء جولة له في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج:

 

احتفلتم مؤخّرًا بأكثر من 20 عامًا من الحملة الإعلانية الشهيرة التي اجتاحت العالم: "أنت في الواقع لا تمتلك ساعة باتيك فيليب". فما حجم المسؤولية والالتزام اللذين يضعهما هذا الشعار على كتفيك؟

هي في الواقع مسؤوليّة أجيال. وهو ما تلقّيته من جدّ والدي وأحاول تطبيقه أيضًا مع أبنائي، غير أنّ الأمر ليس بهذه السهولة، فالأجيال لا تنفكّ تتطوّر، والعلامة التجارية تتمتّع بإرث عريق ممّا يشير أيضًا إلى أهميّة اختيار الجودة على الكميّة. وبينما تتمحور علامة باتيك فيليب حول الحبّ والحرفية والاحترام قبل كل شيء، فإنّ ساعاتها تجذب الجميع ممّن يدركون مدى العمل الشاق والحبّ الذي نضعه في منتجاتنا، إضافة طبعًا إلى شركائنا وعملائنا. هذه الأمور كلّها تصعّب الاستمرار في الحفاظ على الجودة والابتكار للجيل القادم، وهنا يتجلّى واجبي اليوم.


كيف تنظر إلى أهميّة جولتك في منطقة الخليج، بالنسبة إلى باتيك فيليب؟

الجولة في غاية الأهميّة كوننا نعمل في هذه المنطقة منذ وقت طويل، وتحديدًا عندما زارها والدي وطوّر فيها قطعًا جميلة وفريدة من نوعها. هذا بالإضافة إلى أنّ المنطقة تعجّ بهواة جمع الساعات الذين يبحثون عن الحِرَف اليدويّة الفريدة مثل النقش، وهو ما يشكّل أيضًا جزءًا من جمال المنطقة التي أرى في كل زاوية منها تقاليد الحرف اليدوية، والتي تنسجم مع رؤيتنا بالنظر إلى كل المباني المذهلة أو السيارات الجميلة والفنّ. أمّا النقطة الأهمّ فهي العائلة وأعتقد أنّ هذا ما يشكّل الرابط المشترك بين باتيك فيليب والجزيرة العربية. فهناك شغف يجمعنا ويسعدني جدًّا أن أرى هذا الشغف أيضًا لدى الجيل الجديد هنا. هي ليست مجرد حقيقة أقولها بل هو واقع اهتمامنا الدائم بتثقيف الجيل الجديد حول الأشياء الجميلة، وهذا يمثّل المستقبل بالنسبة إليّ: فإذا أحبّ الناس باتيك فيليب عندها فقط نستمرّ. اليوم، نملك جميعنا هواتف، فقد قدّموا لنا الوقت لكنّهم لم يمنحونا متعة النظر إليه، وهذا ما سأجهد للحفاظ عليه.

 

كيف ترى المستقبل وما هي سياسة باتيك فيليب؟

عندما تمّ إطلاق أوّل ساعة أبل، خشي الكثير من الناس أن تختفي العلامات التجارية المماثلة لباتيك فيليب. لكنّ الاختلاف واضح. ففي اللحظة التي تقتني فيها ساعة باتيك فيليب، تكون قد اقتنيت قطعة فنية حقًّا. فأنت تشتري قطعة تفهمها وبحركة بسيطة تفهم وظيفتها. أمّا إذا حاولت ذلك مع ساعة رقميّة، فالأمر ليس بالسهل أبدًا؛ نحن نتحدّث هنا عن رقاقة صغيرة وعن معلومات جديدة، لكن لا شغف بداخلها. عن قطعة تستخدمها كل يوم، أداة تساعدك في أمور كثيرة، على هاتفك وفي رسائل البريد الإلكتروني، ولكنّها ليست فنًّا.

ما يهمّنا فعلًا وأوّلًا أن ترمز ساعة باتيك فيليب أيضًا إلى المكانة. فهي ساعة لكلّ شخص يدرك ويفهم جمال هذا العالم. جمال الماضي وما نعتمده اليوم. وكيف نستمرّ بالابتكار كل عام حيث ننفّذ تصميمات جديدة ونطرح حركات جديدة. ومع إطلاق كلّ حركة، يتوجّب علينا شرح أهميّتها فتبرز عندها ضرورة تنظيم بعض الفعاليات حيث يقوم صانع الساعات في الدار بعرض الحركة على العملاء. من المهمّ ألّا ننسى أنّه عندما تنهار الساعة الرقمية الحديثة، وحدها ساعتنا سوف تصمد لأننا نستطيع إصلاحها.

 

تحظى الإصدارات المحدودة بشعبيّة كبيرة في المملكة العربية السعودية بحيث تجذب هواة جمع الساعات كافة. هل تخطّطون لتقديم مثل هذه المجموعة في هذا السوق؟

لقد حقّقنا ذلك في الواقع إذ تأتي معظم ساعاتنا بإصدارات محدودة. كما يمكننا القول إنّ كل ساعة من باتيك فيليب هي إصدار محدود بذاتها لأنّها نادرة ولا يُطرح منها نسخات كثيرة. وبينما أتفهّم شغف الناس بالساعات وحلم كلّ شخص بامتلاك ساعة خاصة له - ساعة فريدة - بحيث يطلب الناس منّي دائمًا أن أبتكر ساعة خاصة لهم. لكن لا يمكنني القيام بذلك! فمن المستحيل أن نبتكر ساعة واحدة لكلّ شخص، إذ يتطلّب ذلك عددًا كبيرًا من المهندسين وهو أمر غير ممكن. أمّا الإصدارات المحدودة - فنعم يمكننا العمل عليها.

وكلمة "محدودة" تحمل معنى كبيرًا بالنسبة إلي ولست على استعداد للتفريط بها. بهذا، لن نسعى إلى طرح مجموعة محدودة الإصدار كلّ عام. يجب أن تصادف مع مناسبة هامّة، قد تكون الذكرى السنوية لساعة ما أو تعاون طويل الأمد مع تاجر التجزئة. فإذا كان يربطنا تعاون يعود إلى 100 عام، عندها يمكننا أن نطرح مجموعة محدودة الإصدار. وعندما أقول محدودة، لا أتحدث عن اللون أو النوع فحسب، بل عن حركة معيّنة أيضًا. هو ليس بالأمر السهل، لكن هناك قواعد يجب اتباعها.

 

لقد طوّرت هذه المنطقة من العالم علاقة قوية جدًّا مع العلامة التجارية، وبشكل خاصّ مع مجموعة واحدة نعرفها جميعًا - Nautilus، المرجع 5711. ما هو اقتراحكم لاستبدال هذه المجموعة؟

كّنا أطلقنا المرجع 5711 منذ فترة طويلة، وها قد وصل إلى نهايته، كما كلّ مرجع. غالبًا ما يتوقّع الناس منّا إطلاق نموذج جديد، ولتحقيق ذلك عليّ أوّلًا التوقّف عن إصدار نموذج آخر وإلا سوف تُصبِح المجموعة كبيرة جدًّا، وهو أمر مستحيل. وُلد المرجع 5711 هنا منذ سنوات عديدة، وقد حان الوقت لوقف إصدار هذه المجموعة.