أنطوان بان: ابتكرنا عيار Piccolissimo أصغر كاليبر دائري في السوق السويسرية من بولغري

أنطوان بان، رئيس قسم الساعات في مجموعة بولغري :
ابتكرنا عيار Piccolissimo ليكون أصغر كاليبر دائري في السوق السويسرية

* تُعد بولغري المساهم الأكبر في منظمة Save The Children منذ 12 عاماً

يوصف الحديث مع أنطوان بان رئيس قسم الساعات في مجموعة بولغري بكونه "دسماً" من ناحية توجهات الشركة المستقبلية وتطور مجموعاتها من الساعات التقنية والساعات المجوهرة.
وخلال معرض LVMH Watch Week 2022 الأخير ، التقينا بأنطوان بان بواسطة تقنية الاتصال المرئي عن     بعد، وكان لنا الحديث التالي:

"صياغة الوقت بدقة وليس مجرد عرضه، والارتقاء به إلى بُعدٍ يتم فيه تعزيز نطاقه وأهميته من خلال بُعدٍ حرفيّ حازم"- هل يمكنك شرح هذا الاتجاه أو الفلسفة للعلامة التجارية؟
هذه الفلسفة، التي تشكّل أساس علامتنا في صناعة المجوهرات وتمثيل الرفاهية، يعرضها عدد كبير من مقاطع الفيديو القصيرة على قناة بولغري على فيسبوك بعنوان "صياغة الوقت". انطلاقًا من هذا، نعود إلى الأساسيات ونحاول الإجابة عن بعض الأسئلة: لماذا نبيع الساعات اليوم؟ لماذا نبيع المجوهرات؟ ما هو الهدف من ذلك؟ جلّ ما أستطيع قوله إنّ الهدف الأساسي يكمن في الاحتفال بالعبقرية البشرية والجمال الإنساني. فعادة ما نقدّم المجوهرات والساعات كهديّة لمن نحبّ تعبيرًا عن جمال المشاعر والعواطف واحتفاء بالعلاقات الشخصية، وهي عناصر تمثّل بمجملها طرقًا للاحتفال بطبيعتنا البشرية. 
ليس هناك حاجة أن أخبر عن موهبة المدير الإبداعي Fabrizio Buonamassa Stigliani، ولكن إذا رأيتم رسوماته واستمعتم إلى المقابلات وحديث صانعي الساعات، فسوف تعرفون أنّ صياغة ساعة واحدة تستغرق عامًا كاملًا من حياتهم وتدركون مدى اختلاف كلّ يوم عن سابقه. ومن أجل أن يتحوّل معدن ما كالذهب مثلًا إلى مادة حيّة، لا بدّ أن يترافق كلّ شكل أو هيكل جديد بتحديّات جمّة، كما في ساعة Octo Finissimo. هي عودة إلى فخر المهارة في الصنع، والتعلّم، والامتلاك، والتراث الفنيّ. ومهمّتنا تتمثل في نقل هذه الأمور وإلهام الناس بحيث يصبح المنتج وسيلة عرض لهذه الخبرة والمعرفة. أستطيع القول بأنّ كل قطعة هي تحفة بذاتها، ذلك لأنّنا نعمل على إقران الترصيع الاستثنائي للماس بميناء استثنائي في أكثر الساعات تعقيدًا. هي ساعة استغرق العمل عليها عامًا كاملًا على يد أمهر خبراء صناعة الساعات لدينا، لا تُسلّم إلّا باليد من قبل صانعي الساعات أنفسهم في مكتبنا في سويسرا؛ فهم لا يقدّمون منتجًا فحسب، بل عامًا كاملًا من حياتهم. فصانع الساعات غالبًا ما يبدأ العمل على قطع الساعات الأصلية مع بلوغه سنّ الأربعين تقريبًا، ثمّ يُنتج في فترة زمنية تمتدّ من 20 إلى 25 عامًا ما مجموعه 30 ساعة لبقية حياته العمليّة، لتصبح الساعة جزءًا من حياته وتتخطّى بالتالي وظيفتها الأساسية... وهي الرسالة التي نريد نقلها.

حققت بولغري خلال السنوات الماضية عددًا من الأرقام القياسية العالمية في مجال الساعات فائقة الرقة. هل يمكنك أن تخبرنا عن عيار حركة Piccolissimo الميكانيكية وأهميتها في تطوير مجموعة ساعات Serpenti السرّية الجديدة؟
يعتبر هذا العيار مهمًّا للغاية لأسباب متعددة. فنحن نتحدث هنا عن 102 عنصر في حجم 12.5 مم ووزن 1.3 جرام. لقد كثُر الكلام عن ساعة Finissimo غير أنّ الآلية الدقيقة هي في الأساس مسألة حجم أكثر من مجرد بُعد واحد، الأمر الذي جعلنا نسعى إلى البعد الثالث. مع Piccolissimo، دخلنا فصلًا جديدًا من هذه الرحلة عبر مشهد الآلية الدقيقة وعملنا هذه المرّة على البعد المتوسط. ابتكرنا هنا، على الأرجح - أستخدم عبارة "على الأرجح" لأنّني أشعر دائمًا بقلق إزاء التحديات المحتملة لمنافسينا - أصغر عيار دائري متوفرّ اليوم في السوق السويسرية.

هل واجهتم أي تحديات في الجمع بين معجزة الصوت والأحجار الكريمة في ساعةOcto Roma Emerald Grande Sonnerie ؟ وكيف استخدمتم تأثير الأحجار الكريمة على علبة الساعة للحفاظ على أعلى جودة للصوت؟
إنّ تحقيق التوازن بين أفضل ما في العالمَين دون أي تنازلات هو أمر مهمّ للغاية. وهنا تكمن الصعوبة واتّخاذ القرارات الصحيحة. ساعة Octo Roma Tourbillon، وتحديدًا النموذج المصنوع من التيتانيوم، هي أكبر مثال على ذلك حيث صُمّمت لتحقيق أعلى مستويات الأداء الصوتي. نتحدّث هنا عن "صائغ الوقت" وهو التعبير المطلق عن كلا العالمَين. فشعار العلامة التجارية لا يزال يعكس تخطّيها لكل الحدود في كل خطوة والجمع ببراعة بين مهارتين استثنائيّتين في الصنع. نحرص على تقديم أداء تقنيّ حقيقيّ يهدف إلى توفير أعلى مستوى صوت في قطعة ثمينة وتعزيز أداء الميكانيكا، من ناحية أخرى. في الواقع، لقد عرفنا منذ البداية بأنّ تسويقها لن يكون على أنّها الساعة الرّنانة الأفضل في هذا المجال، واقتصر هدفنا على الكشف عن مهاراتنا التقنية.   

تعكس مجموعة Lvcea Intarsio الجديدة الموانئ الهندسية ثلاثية الأبعاد التي صاغتها بولغري. ما الذي ستضيفه هذه الميزة على جمال الساعة؟
يأتي الفيديو الذي تقدّمه العلامة التجارية ويصوّر هذه الساعة خير تعبير عن هذا الجمال الهندسي. يمكنني القول إنّ هذه الساعة هي - برأيي - واحدة من أهم الساعات التي نعرضها اليوم خاصة وأنّها تعكس صياغة الدّار للوقت بسعر معقول جدًّا. أعتقد أنّنا، وعند عدم التقيّد بالكلفة، نستطيع أن نحقّق العجائب وهو ما سوف نبرهنه في المستقبل القريب. هي ليست ساعة رخيصة، - لا أريد أن يتمّ فهمي بطريقة خاطئة – لكنّها قد تكون الأفضل في ترجمة الضوء، فهي ساعة للنهار والليل.  

هل ستضيف بولغري تعقيدًا آخرًا إلى مجموعة Lvcea في المستقبل؟
في هذه المرحلة، ينصبّ تركيزنا أكثر على صياغة المجوهرات في الساعة. يمكن تخيّل عيار Piccolissimo في أصغر الساعات حجمًا ومن الممكن أن يكون مثيرًا للاهتمام تجهيز الساعة بهذا العيار الاستثنائي غير أنّه مكلف بعض الشيء ولن نتمكن من القيام بذلك في الوقت الحالي.

شهدنا في العام 2020 العودة الناجحة للساعة الأيقونية Bulgari Aluminium، ثمّ جُهّزت في العام 2021 بحركة تعقيدGMT  جديدة. هل سيشهد هذا العام إضافات جديدة على هذه الساعة الشهيرة من بولغري؟
سوف لن يكون هناك عيار جديد، ولكن حتمًا تصوّر جديد. فهذه المجموعة تترجم منصة رائعة للتعاون للتعبير عن الإبداع ونمط الحياة الإيطالي. أتحدث هنا عن النقاء الإيطالي والجذور الإيطالية، حيث تبرز فكرة المشاركة والكرم، خاصة مع هذه الساعة. هي ساعة مليئة بالبهجة ولذلك نود أن نجد تعاونًا ملهمًا يعبّر عن بصمتنا الإيطالية وحداثتنا وتقنياتنا بشكل من الأشكال. لهذا السبب، سوف تُضاف بعض التفاصيل المختلفة والإصدارات المحدودة بشكل أساسي، دون أيّ تغيير في الحركة. فالساعة تبرز بأفضل حالاتها عند التركيز على هويّتها الأساسية. نحن لا نسعى لمزيد من التعاون بل للتعاون الذكي الذي ينقل رسالتنا، وإلا فإننا سوف نبقي تركيزنا على التصميم الفريد لهذه الساعة الأيقونية.

كيف تنظرون إلى( نزعة) أو أتجاه الساعات الموحّدة للجنسين التي نراها في السوق؟
ليست وظيفتي - أو وظيفة أي شخص في بولغري - أن أقرّر من سيرتدي ساعاتنا. ليس من واجبي أيضًا أن أطلب من الاستوديو ابتكار ساعة موحّدة للجنسين ولن أفعل ذلك لأنّه يعكس في الواقع رفضًا للإنسانية. ولكي أكون أكثر وضوحًا، لا أتحدّث هنا عن إنكار خيارات الناس بل أقول فقط إنني لا أعرف كيف أصمّم ساعة موحّدة للجنسين. نحن، في بولغري، نبتعد عن كل أنواع التحيّز في متاجرنا ونكره العنصرية والتمييز بين الجنسين. لا يمكن أن نتبع النزعات السائدة التي لا تبدو منطقية مقارنة مع ما حققته الدار حتى اليوم. ففي بولغري، نناشد الكرم والتواضع والاحترام لكلّ فرد دون الحكم عليه.

باتت الاستدامة والتوريد المسؤول اليوم من الممارسات الشائعة في صناعتنا. كيف تطبّق بولغري هذه الخطوات؟
أود أن أقول إنّ بولغري كانت المساهم الأكبر في منظمة Save The Children، وأعتقد أننا حققنا 100 مليون دولار من المساهمات لإنقاذ الأطفال بعد 12 عامًا من الشراكة معهم. وكما قلت سابقًا، نحن لا نتبع النزعات السائدة. كنّا قد انخرطنا في هذه الممارسات من قبل ولم ننتظر مستشاري الاستخبارات أو الشركات الاستشارية لتوجيهنا حول مشكلة محتملة في المسؤولية الاجتماعية، وقمنا بذلك على نطاق واسع وإلى أبعد الحدود. اليوم، نشهد على مبادرات كثيرة تتمحور حول هذه المسألة وهو أمر مشجّع. وفي ما يتعلّق بالبيئة، يمكنني أن أقدّم بعض الحقائق لأكشف عن مكانتنا اليوم إذ ندرك فعلًا مدى أهميّة المشكلة البيئية والاتّجاه السائد لهذا المفهوم. ففي بولغري، يتمّ إعادة تدوير 99٪ من الذهب في صناعة الساعات، و100٪ منه في صناعة المجوهرات. وقد حازت شركات المجوهرات والساعات والعطور لدينا على شهادة ISO 1401 لنظام إدارة البيئة. لقد قمنا أيضًا بمبادرات كثيرة للتحوّل نحو الاستدامة، منها نوعية المواد المستهلكة، وعبوات التغليف الخالية من البلاستيك، والتقليل من البصمة الكربونية. كما لدينا فريق عمل متخصّص ومتفان في اتّباع هذا النهج. هي مبادرة واسعة جدًّا تشمل التحليلات والمؤشرات البيئية الرئيسية، بالإضافة إلى الحدّ من استهلاكنا للطاقة والمواد المعقدة.